#مجلة_فن | باسم ياخور...سيفُ الفنِ المسلول..
كتبت ندى حبيب | " ماكانَ صامتاً في الأب يتحدثُ في الإبن، وغالباً ما أجدُ في الإبن سر الأب المكشوف"
هكذا يلخصُ الفيلسوف الألماني الكبير"فريدريك نيتشه" تأثير الأب على ابنه إذ يجد فيه المرآة العاكسة لأغوار نفسه الداخلية والتي يحملها الإبن لاحقاً بكثير من المسؤولية والرصانة ليقدم سر تميز والده بحضوره الشخصي.. ولعل الفنان المتألق"باسم ياخور" قد تحدثَ بلسان الصحفي المثابر و اكتشفَ سر الإعلامي المخضرم"ابراهيم ياخور" وقدم نفسهُ سيفاً عربياً مصقولاً يلمعُ في فضاءات الفن العربي..
بدأ الرائع"ياخور" مشواره الفني الحافل بالإنضمام لنقابة الفنانين في عام/1999/من القرن الماضي لتكون مسرحية
" الرجل المتفجر" أول تجاربه الإخراجيه على خشبة المسرح.
لقد أظهر المبدع" باسم ياخور" جوانب مواهبه كافة من خلال غوصه العميق في الفن على اختلاف مجالاته وكانت لعينه الثاقبة الإخراجية في المسلسل الكوميدي الشهير"هومي هون" بالغ الأثر في إيصال هذا المسلسل إلى قلب كل مشاهد عربي تعلق بشخوصه وأحب الصورة الناصعة عن العائلات الدمشقية العريقة.
استطاع الكبير"باسم ياخور" أن يصنع من اسمه نقطة فارقة في تاريخ الفن السوري و قد تصدر اسمه في العديد من الأفلام السينمائية كان أهمها دور "حمزة بن عبد المطلب" عليه السلام في الفيلم السينمائي"الخوافي والقوادم في نصرة الإسلام".
شكلت الدراما التلفزيونية بالنسبة ل
"باسم ياخور" ملعبهُ المفضل ليقدم فيها عشرات الأدوار المركبة والتي أغنت الذاكرة البصرية للدراما السورية وترك لشخصياته المتنوعة روعة الدهشة والتحليل في كيفية تقمصها إلى حد الإنصهار بها وعلى الرغم أن "ياخور" بدأ مشواره التلفزيوني بفن الكوميديا الصعب فقد ابتعد من خلاله عن الإستسهال النمطي في إضحاك الناس وحولها بطريقة عبقرية إلى فن ماوراء الموقف و قراءة مابين السطور ولعل سلسلة"بقعة ضوء" الشهيرة كانت بداية واضحة لقراءته العميقة للشخوص الفنية وقد زاد في هذا الزخم الوجودي له شراكته مع الكبير"أيمن زيدان" في العديد من المسلسلات الكوميدية التي ظلت حتى الآن مطلباً جماهيرياً دائماً.
"ضيعة ضايعة" المسلسل الذي استطاع أن يكسر قواعد اللهجة السورية المحلية وينطلق بها إلى رحاب الوطن العربي الكبير من خلال التوافق الفني الرائع مع الراحل الكبير"نضال سيجري" فاستطاع"جودة أبو خميس" من خلال مزجه المدهش بين الإحتيال حيناً والنخوة أحيانا أخرى أن يكسبَ قلوب ملايين المشاهدين التي تعلقت به..
"توفيق بو قعقور" في المسلسل الشهير"الخربة" تلك الشخصية التي حملت في مضمونها بركاناً ثائراً كان يخمده في كل مرة إتقاء لتهمة الإنتفاضة على سلطة الزوجة المطلقة فقدمها "باسم ياخور" بأسلوب فني جميل أظهر هذا التناقض بين الحرية والخضوع..
وعلى الرغم أن الجمهور العربي احتفظ بصورة "باسم ياخور" كممثل كوميدي من الطراز الرفيع إلا أنه وبخطواته الثابتة والمدروسة تمكن من الخروج من عباءة الكوميديا ليدخل الدراما التاريخية من أوسع أبوابها فقدم لنا العديد منها مثل "صلاح الدين الأيوبي" و "صقر قريش" و"ربيع قرطبة" و "ملوك الطوائف وكان أبرزها" خالد بن الوليد" سيف الله المسلول.
لم يكتفِ"باسم ياخور" بكل ماقدمه بل اقتحم كافة الأنواع الفنية فقد أدهشنا بحضوره الشرقي العاشق في مسلسلات"أهل الغرام" و "بنات العيلة" و"جلسات نسائية" وأظهر لنا في المسلسل السوري"شوق" كيف للحب أن يشكل رافعة إنسانية تدفعه لوضع روحه على كفه في البحث عمن يحب من خلال شخصية"وائل"
أجبرنا "باسم ياخور" على التسمر أمام الشاشة في أدائه لشخصية "أبو نبال"في المسلسل السوري الشهير"الولادة من الخاصرة" ذلك الرجل الذي أخرج من قلبه كل معاني الرحمة الإنسانية التي افتقدها على مر حياته لكنه ظل محافظاً على ثوابت أخلاقية ذاتية جعلت منه محط احترام وخوف معاً كما أظهر الجانب الإنساني العميق و الخفي للخارجين عن القانون من خلال دوره في مسلسل
"قاع المدينة" وسعيه لنشل المظلومين من قاع الحياة الظالمة..كما بين لنا دور الأخ الكبير في حسن قيادة سفينة العائلة التي تهتز من كل حدبٍ وصوب من خلال دوره في مسلسل"على صفيح ساخن".
مع امتلاك"باسم ياخور" الحضور القوي واللغة الرصينة والثقافة العميقة فقد قدم العديد من البرامج التلفزيونية الناجحة كان أهمها "أمير الشعراء" الذي تمكن فيه من الإقتراب من الشعراء إلى الحد الذي أشعرهم بالراحة وأخرجهم من لبوس التوتر ودفعهم لزج اسمه في حواراتهم الشعرية المباشرة.
"باسم ياخور" اسم مجرد عن الألقاب الفنية لأنه لقب بحد ذاته ولايمكن مهما فردنا من الصفحات أن نحيط بكامل الألق الذي حققه خلال السنوات..
من مجلة فن.. تمنياتنا الدائمة للرائع باسم ياخور بدوام النجاح ليبقى نجماً سورياً ساطعاً نفتخر به دوماً..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق