جديدنا

خاص مجلَّة فن "وليد ملحم": الطِّب منهجي الأكاديمي والموسيقى منهجي الروحي..

  


اعداد وحوار :لؤي ديب 
مع بداية أي خطوة، تكون كل التفاصيل قد حُسِمَت..فلا ينفع القرار بعد أن تضع قدمك على بداية الطريق، وهذا ما فعله ضيف مجلَّة فن الطبيب الفنان: وليد ملحم فقد اعتزَم الشاب السوري اعتناق الغناء مذهباً إنسانيَّاً والطب رسالةً مُجتَمعيَّةً..
الشاب الشغوف الذي يبني لمستقبَلِه مقَدِّماً أبهى صورة من صُوَر الموسيقى الشَّرقيَّة الحقيقيَّة قال: "نشأت في بيت مُحِبٍّ للموسيقى فعلى ما أذكُر كُنت طالباً في الصف الثاني الإبتدائي عندما كُنتُ أَحفَظ أغنية (كُل ليلة وكلِّ يوم) لكوكب الشرق أم كلثوم، وفي سن الثالثة عشرة بدأت تعلُّم العزف على آلة واستمرَّيت لمدَّة أربعة سنوات تقريباً إلى أن اتجهت للغناء الذي منحته جُل اهتمامي وغُصت في تفاصيله"
ثمَّ يستفيق وليد من مرحلة اهتمام الأهل واحتوائِهِم ليسافِر وحيداً إلى العاصِمة ملاحِقاً طموحَه وأحلامه الصارِخة دائماً خوفاً من أن يسهو لحظَة فيهرُ كل شيء من أمامه ليقول: "لدى دراستي في كُلِّية الطب في دمشق تابعتُ صقل شغفي للغناء على يد أساتذة أكاديميين وهبوني كلمات المرور الخاصة للتنقُّل من مرحلة إلى أخرى، فالموسيقى في الغربة هي من يحمِل أشجان الروح وأشواقها فقد تسمَع مع مقام البيات مواساة الأم ومع مقام الراست شحذ الهمم من الأب لذلك كانت علاقتي بالموسيقى مبنيَّة على الحب وهذا الرابط لا يُمكِن أن يموت.."

الآن وليد على أبواب التخرُّج من كليَّة الطب إلَّا أنَّه يُقدِّم خدمات جليلة لفريق الهلال الأحمر السوري طامعاً باكتساب الخبرة وهادِفاً لتقديم يد العَون وقد وصفَ ذلك بالقول: "الموسيقى مع الوقت تتحوَّل إلى نمط حياة، فقد تجِد نفسك معطاءً هادِئاً شغوفاً في أي عمل تزعم أداءه على مختَلَف الأصعدة فهي باعتقادي رسالة للسلام الداخلي والتصالح مع الذات.."

الشاب الذي اختار الطب منهجاً أكاديمياً والموسيقى منهجاً روحيَّاً عقَّب على الدراسة الأكاديمية قائلاً: "طبعاً الدراسة الأكاديمية ضرورة مُلِحَّة فهي خطوة رئيسة من خطوات صقل الموهبة والغوص في تفاصيل الموسيقى الحقيقية فهناك من تُبعِده هذه الموسيقى عن هدفه وتحرفه عن مساره ليغرق في الموسيقى الكلاسيكية مع الوقت وهناك من يمتلك الإدراك لكي يحافظه على مساره الموسيقي دون أي تغيير في الهوية التي اعتاد وعوَّدنا عليها، وهذا مُتعلِّق بشكل أساسي بشخصية الموسيقي ورؤيته لهويته الموسيقية، لذلك أنا اخترت أن أتعلَّم الموسيقى بشكل حُر فقد تلقَّيت دروس في "الصولفيج" واستفدت منها استفادةً جمَّة، دون أن أُعرقِل دراستي في مجال الطب البشري.."

أما موجة الهبوط الموسيقي التي تجتاح السوشال ميديا فقد قال وليد: "العلاقة بين ثقافة الشعوب وسويَّة الموسيقى طرديَّة، لكِن لا نستطيع القول قطعاً بأن السويَّة الموسيقية رديئة بالصورة التي نتصوَّرها نحن وذلك بسبب ميولنا الشديد نحوَ الموسيقى الحقيقية التي نصنعها ونؤدِّيها، وعدد المشاهدات لا يمنحنا الأحقّية بالحُكم، فهناك من يُشاهِد بدافع الفضول، وهناك من يشاهد بالمُصادفة وهناك من يشاهِد ولا يُحِب ما شاهده ولا يُعلِّق على ذلك...لكن إجمالاً الحال لا يُطمئن إلا أنَّه ليس بذلك السوء، هناك طُرُق تُمكِّن الموسيقي الحقيقي المؤمن بالموسيقى من الوصول إلى الناس كما تصِل تلك الصَّرعات إليهم، إلَّا أنها بحاجة تروِّي ودراسة لا يُمكننا الاعتماد على المُصادفة دائماً.. ومن هُوَ من النَّاس يشعُر بالنَّاس"

وليد مِلحِم شاب طَموح خَلوق مُجتَهِد سيكون اسماً لامِعاً يوماً ما...ليس على مستوى سوريا فَحَسب...
نتمنَّى لك كُل التوفيق والنجاح..مِنَّا نحن أسرة مجلَّة فن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مجلة فن | Faan Magazine | تصميم : عمر شهاب

صور المظاهر بواسطة Bim. يتم التشغيل بواسطة Blogger.