مجلة فن - فن من حلب
اعداد وحوار : محمود بودقة - تصوير : علي ناولو
من مدينة حلب الذاخرة بالمواهب و الإبداعات نسلط الضوء على بذرة من بذور الفن المسرحي في حلب ، و نتساءل و نبحث سوياً عن الإشكالات التي قد تواجه تلك البذور من النمو صحيحةً و قوية حتى تثمر.
معنا اليوم بذرة من بذور الفن في حلب، أثبت حتى الآن تميزاً و قرباً من الجمهور بأدائه الكوميدي اللطيف ...
شفيق شهبندر ....
من هو شفيق و كيف بدأ و متى ؟
ولدت و في حي قسطل حرامي أحد أحياء حلب القديمة ، درست الإعدادية في مدرسة السيدة مريم ، كانت البداية بأن اقترحت المدرسة على والدي توظيف نشاطي المفرط في المدرسة في نشاطات بناءة، كدورات الموسيقى أو السباحة، فسجلني والدي في المسرح الشبيبي و كان أول عمل لي مع المخرج محمود درويش في عام 2011 و تتالت الأعمال حتى دخلت الجامعة عن طريق المسرح، و مثلت فيها ثلاث مسرحيات على مدرج الباسل و مدرج العمارة.. ثم انتقلت الى المسرح القومي..
ثم كتبت أول نص مسرحي (شيش بيش) و كانت من تأليفي و إخراجي و بطولتي، و العمل يتحدث عن واقع الأزمة في بدايتها بطابع الكوميديا السوداء .
لماذا حصرت شخصيتك بالكوميديا ؟
طبيعتي المرحة و قدرتي على نشر الابتسامة في حياتي الاجتماعية
ما هي الأعمال المسرحية التي شاركت بها و أثبتت وجودك فيها ببطولة مطلقة ؟
مسرحيتي الأولى، الحصار، آخر العمالقة ، شيش بيش ، حبكة و دوبارة ، حلب كوت تالنت ، القرار..
أي الأعمال كان لها الصدى الأكبر في نشاطك المسرحي ؟
( شيش بيش ) حيث تم عرضه لأكثر من ثلاثين مرة، و شاركنا به في المهرجان المسرحي الجامعي المركزي في اللاذقية و حصلت فيه على تصنيف كثاني أفضل ممثل على مستوى سورية.
هل سبق و شاركت بأعمال تمثيلية في غير المسرح ؟
لي بعض الأعمال على مواقع التواصل الاجتماعي ، و أطمح إلى العمل في التليفزيون ، لكن و كما تعلم ذلك يحتاج إلى جهة تتبنى المواهب
انت كفنان صاعد و واعد ، ما هي رؤيتك للمسرح في حلب ؟
المسرح أبو الفنون ، كان المسرح عندي أهم من كل شيء...
المسرح في حلب مفعم بالحيوية، فقد يصادف في اليوم أربعة عروض مسرحية و شبابيك التذاكر دائماً ممتلئة
ما هي الصعوبات التي تواجه الشباب السوري في مسرح حلب ؟
صعوبات اقتصادية كتمويل العمل من ديكور و أجور ممثلين و أجرة صالة مسرح و التي أصبحت تكلف خمسين ألف ليرة لليوم الواحد حتى الآن و ذلك يشمل يوم البروفا النهائية ، و تواجهنا أيضاً أزمة كتاب سيناريو مسرحي و مخرجين مسرحيين، إذ أنها جميعاً تعتمد على الجهود الشخصية لأصحاب فكرة العمل المسرحي أنفسهم ...
لقد أصبح العمل المسرحي للشباب الصاعد مقيد بالصعوبات المادية ، حيث أن أي رأي أو خبرة من فنانين او فنيين لاتقدم بدون مقابل مادي ، ناهيك عن إشكاليات الموافقات من الجهات المختلفة ، كلجنة القراءة و لجنة المشاهدة ، و التي قد تتعارض في موافقاتها ما بين موافق على النص و غير موافق على العرض، لأسباب شخصية أحياناً ، و قد واجهتنا مشكلة من هذا القبيل حيث أن إحدى الجهات لم توافق على نص إحدى مسرحياتنا لأنها تزامنت مع عرض مسرحي لأحد أعضاء اللجنة .
من هو قدوتك في المسرح و في الدراما السورية ؟
على المستوى المسرحي في حلب الممثل عبد الرحمن عيد رحمه الله، و على مستوى المسرح السوري عامة الفنان القدير دريد لحام ، أما على صعيد الدراما التليفزيونية الفنان أيمن رضا .
هل حضرت دورات إعداد ممثل و ما الذي أضافته إليك كممثل ؟
حضرت أربع دورات إعداد ممثل في بداية مسيرتي المسرحية للأستاذ إيليا قجميني و الأستاذ وانيس بنده و الأستاذ أحمد ملقي و الأستاذ حسن حداد .
لو فرضنا أن جاء أحدهم و طلب منك ان تكتب له نصاً ليصنع منه عملاً فنياً ، ماذا تكتب ؟
دراما تلفزيونية ، و المحاور الأساسية التي أحب أن أعالجها في النص الدرامي عن الفقراء و الظلم و المعاناة ، و عن البيئة الحلبية كما هي في الواقع و ليس كما عرضتها الأعمال التي عرضت على الشاشات و شوهت هذه البيئة الجميلة و الغنية بمفاهيم الحب و القيم الإنسانية.
هل من الممكن أن نراك في أعمال لاحقة و بشخصية غير شخصيتك الكوميدية التي انطبعت في أذهان مشاهديك ؟
نعم ...
أنا أصور حالياً فلماً بعنوان ( حالة حب ) أمثل فيه دور قاتل مأجور و تاجر مخدرات و أعضاء بشرية
و انا أرى أن على الممثل في بداية مشواره الفني أن يؤدي جميع الأدوار التي تعرض عليه حتى يصقل قدراته الفنية و من ثم إن شاء يختار ما يناسبه من الأدوار الأقرب إلى شخصيته ليكمل بها مسيرته الفنية .
ما الذي تعلمته من العمل في المسرح الحلبي ؟
تعلمت أن الجد و الاجتهاد الشخصي هو الأساس في تكوين شخصية الممثل الناجحة ، و لا أنكر الخبرة التي افادني بها أساتذتي الأستاذ محمد جعفر و الفنانة القديرة سلوى جميل و الأستاذ حازم حداد و الأستاذ حسين شيبان و الأستاذ نادر عقاد و الأستاذ حكمت عقاد .
الأعمال التي شاركت بها ، كانت مأجورة أم لا ، ولماذا ؟
جميع أعمالي لم تكن مأجورة بسبب الظروف التي سبق و ذكرتها لك في البداية، و انا أرى أن الفن موهبة قد يستغلها الفنان لتصبح عملاً يجني من ورائه المال... و انا لا أرى وجوب ذلك، لأنه بمجرد ان تحولت غاية الفن إلى جني المال، سيبدأ الفنان بتقديم التنازلات و البعد عن الشخصية المستقلة و المبادئ .
أنت معروف على مواقع التواصل الاجتماعي بأنك رجل كوميدي حتى بشخصيتك الحقيقية ؟
هذا صحيح ، أنا أحب أن أزيل الحزن عن وجوه الناس ، أن أزرع البسمة في النفوس ، لكن ذلك لا يعني أنني لا أحزن أو أغضب ...
باختصار أنا كوميدي إيجابي في الواقع ، أي أنني لا أسيء لأحد أو أنتقص من قدر أحد .
ما سر هاشتاغ الوي وي و لقب خيرو على صفحاتك الشخصية على مواقع التواصل ؟
في داخل معظم الناس أمور أو مشاعر قد لا يستطيع أو لا يعرف كيفية التعبير عنها و توصليها للناس ، و كلمة الوي وي هو تعبير عن هذا المجهول ، تجسيد للتعبير العصي عن الإخراج من داخلنا ...
و قد يكون لكل فرد منا تعبير مشابه للوي وي .
اما خيرو فهي شخصية لها وجود في الواقع ...
( خيرو بائع المازوت في حينا ) ...
يعتقد خيرو أنه يفهم في كل شيء، في السياسة ، الرياضة ، العلاقات العاطفية ، و هو صاحب نصائح كثيرة ...
و قد جسدته في عملي المسرحي ( شيش بيش )
في الآونة الأخيرة ، ظهر شفيق في أعمال أو سكتشات كوميدية على مواقع التواصل ، ما طبيعة هذه الأعمال و ما المقصود و من يدعمكم ؟
لقد أصبحت وسائل التواصل على الإنترنت( العالم الإفتراضي) هي واقعنا الجديد اليوم ، لقد جعلناها السبيل الوحيد غالباً في التعبير و التواصل مع بعضنا في معظم تعاملاتنا الإنسانية ، فكثيراً ما بتنا نرى التعازي و المباركات على صفحاتها ، بل و حتى الحب و الزواج ...
باختصار ... أصبحت الوسيلة الأكثر وصولاً إلى الجمهور ، الأقرب و الأسرع ...
أما بالنسبة للدعم فليس هناك دعم بالمعنى المتعارف عليه ، إنما مجرد نصائح من المحبين و المتابعين تتلخص في مجموعة انتقادات بناءة استفيد منها .
برأيك، هل يمكن للممثل ان يصبح نجماً لامعاً دون المرور بالمعهد العالي للفنون المسرحية؟
نعم ، المعهد العالي للفنون المسرحية ليس شرطاً لنجومية الفنان ، و لدينا أمثلة قوية و واضحة تظهر بين نجوم الدراما السورية لم يدخلوا المعهد ...
المعهد العالي للفنون المسرحية صقل لموهبة موجودة أصلاً و توسيع لمعارف الفنان ...
و قد تكون أسباب أخرى غير الموهبة تجعل من الفنان نجماً رغم عدم وجود الموهبة و بدون المرور من بوابة المعهد العالي .
ما هو جديد شفيق على الصعيد الفني ؟
حالياً نقوم بالتحضير لمسرحية في مسرح حلب القومي للأستاذ إيليا قجميني و تأليف الأستاذ محمد أبو معتوق بعنوان ( قصة حب حلبية ) ،
فيلم تأليف عمر دهبي و إخراج أنس رمضان بعنوان ( حالة حب ) ،
و أقوم بالتحضير ليفلم من تأليفي بعنوان ( صنع بسحر ) ، و أعمال مسرحية أخرى .
شفيق ، هل تعتبر نفسك ملك الكوميديا في حلب ؟
بالتأكيد لا ، أنا لا أضع نفسي داخل تصنيف بين الفنانين في حلب ...
قد يصنفني الجمهور في مرتبة معينة ، لكنني لا أرى نفسي إلا فناناً يحتاج دوماً إلى تعلم المزيد .
كلمة اخيرة لجمهورك و محبيك و متابعيك ؟
أنا أتقبل النقد.. و أستقبل نقد الجمهور برحابة صدر.
و أرجو من الجهات الراعية للفن في بلدنا أن تنظر إلينا نظرة الراعي إلى بذرة الفنان فينا، و تنميتها حتى تصبح مثمرة..
شفيق شهبندر، باسمي و اسم كادر مجلة فن، أرجو لك دوام التقدم و النجاح..
شكراٌ أخي محمود على استضافتك لي و تسليط الضوء على واقع الفنانين الشباب في حلب..
#شكر_ و _تقدير خاص ل#مؤسسة_سنايا على استضافتها لهذا الحوار .
إعداد و حوار : محمود بودقه
تنسيق و تصوير : علي ناولو
اشراف عام : محمد رافع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق