جديدنا

مجلة فن | " طريف مغامس " إبداع سوري فلسطيني في عالم التصوير الفوتوغرافي


أجري هذا الحوار قبل ثلاث سنوات ونصف .. 


س 1 : الفنان الفوتوغرافي طريف مغامس حدثنا عن حكايتك مع الصورة، وما أهم المراحل التي اجتزتها لتتعاطى مع الصورة كما أنت الآن؟
ج : حكايتي مع الصورة قديمة .. فمن زمن الطفولة أكره أن أكون أمام الكاميرا ... وأميل إلى إمساكها ... بقي التصوير شيئاً موجوداً بشكله البسيط والمخفي مع نفسي .. فلم أكن أعطي أهمية للصورة التي ألتقطها .. كوني لم أكن أعلم ما هو الصحيح من الخاطئ في فن التصوير .. فكنت أصور لمجرد محبتي للتصوير ...
أما عن حكايتي الجديّة مع التصوير فقد بدأت مع بداية المرحلة الجامعية... وكانت المراحل تتسارع شيئاً فشيئاً ... باختصار شديد .. القراءة الكثيرة ... و الاسئلة الجدية عن التصوير ... والتدرّب المكثف على يد كبار المصورين المحترفين في المدينة والعمل في جميع مجالات التصوير ...



   


خلال فترة وجيزة كانت مراحل كافية لكي أمسك الكاميرا باحتراف متقن ...

س 2 : فن التصوير هل هو هواية أو مهنة ؟
ج : بقيت هواية بعيدة عن المهنة حتى أصبح مجال العمل الفني مفتوحاً ... فانتقلت من هواية غير متقنة .. إلى هواية فنيّة عمليّة متقنة ... فأنا لا أعمل لمجرد العمل فقط ... أنا أعمل لكي أمارس هواية فنيّة احترافية تحتاج إلى تعب وجهد فكري وجسدي ليبقي جوهر الفن الإبداعي موجود في الصورة ...





س 3 : حدثني عن أهم المعارض التي شاركت بها .
ج : كانت البداية الأهم في معرض ربيع حلب 2014 أيضا مع كبار الأساتذة المختصين في هذا المجال في حلب ... ومنذ فترة ليست بالبعيدة كان المعرض الثاني TAKE A PIC بأفكاره الجميلة والجديدة ... وفي هذه الفترة نقوم بتحضير للمعرض الثالث ضمن سلسة من المعارض المتتالية التي نسعى للقيام بها ...

  



س 4 :طريف أنت من المصورين القلائل البارزين في مجال تصوير الطبيعة ... هل تستحق صورة ما المخاطرة بحياتك لأجلها ؟
طبعاً وبلا شك ... فالتصوير كغيره من المهن والهوايات التي نتعرض خلالها لبعض المخاطر ... وإن كان هناك صورة أريد أن ألتقطها وكانت الخطورة موجودة و كبيرة ... أختار التقاط الصورة دون تردد ...


س 4 : كيف تجد تقبل المتابعين للصور التي تقوم بتصويرها ؟
للأسف لا أحد يستطيع أن يرى نفسه أو يقوم بتقييم عمله ... ولكن الردود والآراء والإطراء الذي أسمعه بعد كل صورة أقوم بتصويرها أو بوضعها ضمن الصور التي أختارها في صفحتي ... يجعلني أدرك أن طريقي في فن التصوير صحيح ... ويزيدني اصراراً أن أتعلم أكثر وأبحث عن صور أنجح وأجمل لكي أطور نفسي ويبقى طريقي نحو الفن الصحيح مستمر ... وأتمنى أن أبقى عند ظن من يتابعني ..


س 5 : من يتبصر في الصور وطبيعة اللقطات يجدها قد التقطت بخصوصية تامة وبطبيعة حرفية خاصة وكأن ثمة شروطاً إبداعية أساسية تحتكم لها اللقطة وهذا يجعلني اتساءل ما الطبيعة الإبداعية أو الحرفية التي تحتكم لها في عملك؟
ج : العين ... فيها كلّ الفن والإبداع والاحتراف فلا شروط تحكمني سواها ... وما تبقى من شروط .. فهي شروط فنية وتقنية تتبع للذوق واحترافية التعامل مع الكاميرا في كل لقطة ...



   

س6 : ما هي أنواع التصوير التي تفضلها ؟

أميل في تصويري إلى تصوير الطبيعة أو الأشياء الجامدة ... وبشكل أدق أكثر ما أحب من التصوير .. تصوير الأشياء الصغيرة أو الدقيقة وهذا يسمى المايكرو .. والتصوير التجريدي وهو من أكثر أنواع التصوير صعوبة .. لانك ستأخذ صورة لشيء ما لن تظهر حقيقته كما هي وإنما ستكون الصورة شيئاً جديداً وعلى المتلقي أن يفهم منها الانطباع الخاص المناسب ... 




س 7 : حضر النص في الصورة بشكل إبداعي أو توثيقي أيضاً ما طبيعة تعاملك مع النص المصاحب للصورة ما شروطك لاختيار النص وطريقة عرضه وتركيزه على المعلومة نفسها ؟


النص او الإضاءات الشعرية .. أشعر أنها من أساسيات عملي ... ويدعم ويخدم الصورة بشكل أو بآخر ... فبيت الشعر هو صورة ملونه بحد ذاته ... وبتكامل الكلمة واللقطة يصل المتابع إلى ما أريده في كثير من الأحيان ...

فالصورة تعبر عن حالة فنية نراها ... والشعر يعبر عن حالة نفسية نعيشها ... وبتكاملهما معاً ينتج الإبداع ...
 
لأن الصورة غالباً ما تحاكي واقعاً نعيشه يكون اسقاطه بالصورة أو تكون الصورة اسقاطاً له ... ففي بعض الأحيان تأخذ مني وقتاً طويلاً لكي استطيع ان أصل إلى ما أريد ويكون مفهوماً لمتابع الكتابة والصورة في الوقت ذاته ...   

   



س 8 : هل هذه العبارات مكملة لجمالية الصورة ؟
الشعر فن إلقاء والتصوير فن إظهار ...

ففي بعض الأحيان أشعر أن الصورة ينقصها شيء ما إن لم أكتب معها نص شعري ...
فأنا أرى أن الفن يجب أن يكون متكاملاً ... ومن وجهة نظري أن التكامل الفني يجب أن يكون موجوداً في كل أنواع الفنون كالخط والموسيقا وغيرها ... والشعر قد يخدم الصورة ... فأجده مناسباً ...



س 9 : بعيدا عن التصوير حدثني عن هوايتك بمجال الآدب ؟
لي في الأدب بعض التجارب في الشعر والقصة القصيرة ... فأنا أكتب الشعر منذ 8 سنوات تقريباً ... لم أشارك بأي محفل شعري أو أدبي بالرغم من بعض الدعوات للنشر أو المشاركة .. ولكن لم أجد نفسي قد وصلت لمرحلة جادة للنشر أو المشاركة فكل ما كتبته وأكتبه أحتفظ به لنفسي .. ولا أدري إن كنت سأشارك في المستقبل ...


س 10 : يقال أن الصورة تكتشف المكان وهذا يحيلني إلى سؤال : ما للمكان من إثارة كبيرة تستحث العين على التقاطه . ما أهم الأمكنة التي تستدعيك لأخذ صورها دائما وهل تستطيع الصورة أن تشبع العين وتكبح جماحها عن الشغف بالمكان والولع به ؟

ج : ذكرت في سؤالك العنصر الأساسي في عملي .. وهي العين ... لا أدري إن كان هناك جواب يشبع سؤالك ... فالصورة من أكثر الأشياء التي يمكن أن نعبر بها عن جمالية المكان بالنسبة لنا ... فكلما كان المكان مليئاً بالتفاصيل يجذبني أكثر ... وغالباً ما أبحث عن الزوايا الضيقة ذات التفاصيل الغريبة التي تكون في العادة مهملة والتي لا تثير اهتمام الآخرين غالباً ...

اما عن الإشباع فالصورة بعيدة كل البعد عن إشباع العين لمكان التقاط الصورة ... على العكس فالصورة ستحث العقل للبحث عن هذا المكان لاكتشاف مواطن الجمال الاخرى التي لم تظهر في الصورة... والاستمتاع بجمال الصورة الكلي ... هذا بالنسبة لمن سيشاهد الصورة ... أما بالنسبة للمصور فكلما أحب المكان أصبحت إمكانية التقاط الصور فيه مفتوحة أكثر ويصبح شغف العين أكبر وتصبح مولعة به أكثر ...


    
س 11 : لعل سهولة الأداة الفنية وتداخلها مع التكنولوجيا الحديثة أدى إلى استسهال العملية الفنية وكذلك ساعد على ظهور الكثير من الفنانين وعلى حضور إبداعاتهم وخصوصاً من خلال المواقع الإلكترونية كيف تنظر لهذه الظاهرة. " ؟

ج : سهولة الأداة او الآلة الفنية ليست السبب باستسهال العملية الفنية ... إنما سهولة اقتناء الأداة التي تنتج هذا الفن هي ما جعل هذا الاستسهال موجوداً وبالتالي كثر الأشخاص الذين دخلوا عدة مجالات بحاجة لتقنية وحرفية معينة ... والكاميرا كآلة يمكن استعمالها بعيداً عن الحرفية المطلوبة فهي في بعض الأحيان تساعد على ذلك ... ولكن هنا تختلف الحالة الفنية الناتجة عن استعمال الكاميرا ... ويظهر الفارق بين مصور وآخر من خلال معرفته لماهية ما يملك ... من كاميرا ومعلومات ومستوى ابداع فني وتقني ... والمتابع هو من يحكم على مستوى الإبداع ونوعية الفن ...


س 12 : هوايتك الأخرى بعيدا عن التصوير ؟
كما ذكرت منذ قليل .. فالشعر والقصة من الهوايات المحببة بالنسبة لي .. الرياضة التي ابتعد عنها منذ فترة طويلة ... المسرح أيضا من الهوايات التي أشتهي ممارستها فلم أستطع حتى الآن الدخول في هذا المجال الجميل جداً ...
ولا تستغرب إن كان الحب أحد أهم هواياتي التي تأخذ من وقتي الكثير ... 
   
س 13 : طموح طريف الفنان ... كلمة فنان هي أولى طموحاتي ... لان الوصول إلى هذه الكلمة يحتاج لمشوار طويل من التعب والجهد فأنا أشعر أنني في بداية الطريق ... أحلم أن أصل إلى مرحلة يكون فيها التصوير الفوتوغرافي الفني أحد أكبر الفنون المتداولة ولكن بحرفيته الحقيقية ... حلم كبير ... أن أكون احد المصورين المعروفين على نطاق واسع مهما كان هذا النطاق داخلي أو خارجي ...




كلمة أخيرة ...
مجلة فن .. ومحمد رافع .. هم أول من سأذكرهم في هذه الكلمة ... لاهتمامهم بالفن بكل أشكاله ولاهتمامهم بالفنانين الشباب في جميع المجالات ...
كما أريد أن أشكر كل من ساعدني وكان أحد أسباب دخولي هذا المجال و وصولي إلى هذا المستوى دون ذكر اسم أي منهم فهم يعرفون أنفسهم ...

وأسمح لي من هذا اللقاء أن ارسل تحية كبيرة منكل قلبي لكل شخص يتابعني سواء عن قرب أو من بعيد ... وهم يعرفون أنفسهم ...
بدعمكم استطيع الوصول ...
شكراً

...
محمد رافع ..... مجلة فن




هناك تعليق واحد:

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مجلة فن | Faan Magazine | تصميم : عمر شهاب

صور المظاهر بواسطة Bim. يتم التشغيل بواسطة Blogger.