جديدنا

جلال نادر | "آبراكادابرا"... ليلة هادئة!



مجلة فن | #جلال_نادر 
الخامسةُ فجراً.. أو أكثرُ بقليلٍ.
غرفةُ نومٍ واسعةٌ وفخمةٌ، تمَّ استبدالُ الحائطِ الشّرقيِّ فيها بنافذةٍ ضخمةٍ تمتدُّ من سقفِ الغرفةِ حتّى الأرض مُطلّةً على البحرِ.

ليلةٌ طويلةٌ تلكَ الّتي أمضاها يجلسُ وحيداً في الزّاويةِ الجنوبيّةِ الشّرقيّةِ للغرفة... مرتدياً قميصَهُ الأبيض دون أن يغلقَ أزراره، أو لعلّهُ قام بفكّها بعد أن عاد للمنزل من مكان ما!
مُمسكاً بزجاجةِ مشروبٍ، كانت هي صديقتهُ الوفيّة في وحدته.. رشفةٌ تلوَ الأُخرى... تفكيرٌ عميقٌ... وصمتٌ تامٌّ!

كانَ قد فقدَ إحساسهُ بالوقتِ تحت تأثيرِ المشروبِ، فبقيَ لعدّةِ ساعاتٍ على الوضعِ ذاتهُ. تجولُ ببالهِ أفكارٌ عديدةٌ في آنٍ واحد. -ربّما هي مقدرةٌ يمتاز بها أن يفكّرَ بشكل سريعٍ وبأمورٍ كثيرةٍ!-

رشفةٌ..... ينظرُ من حوله فيَرى الغرفةَ واسعةً جداً.
ينهضُ ويدخلُ غرفةَ الملابسِ في الجزء الغربيّ من الغرفة، يجولُ بنظرهِ بين القطعَ الملوّنةِ من حولهِ..
يضحكُ ساخراً، ثم يقول: "كم قضيتُم في تفاصيلي وأحلامي، ألمْ تَملّوا؟!"

يعودُ لغرفتهِ وهو يرتشفُ من زجاجة المشروب.. يشعرُ أنه واعٍ، لكنَّ إحساساً غريباً يسري في عروقهِ!
يجلسُ على كرسيّه الموضوع أمام النّافذةِ العملاقة في المنتصف، ويمدُّ قدميه على الطاولةِ وهو بالكادِ يشعُر بهما..

يحملُ زجاجة المشروبِ بيدهِ نحو الأعلى وينظرُ من خلالها... يرى كل خيباتهِ فيها، أمنياته، ومشاعره التّي يدفنها داخل قلبه.
يردّدُ الكلمات السحريّة "آبراكادابرا"
ثم يأخذُ رشفةً طويلةً...
ويَغفوْ.....!
● ● ● ● ● ●
لمتابعة المزيد عبر فيسبوك من خلال الضغط على الروابط التالية:
#مجلة_فن
#جلال_نادر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مجلة فن | Faan Magazine | تصميم : عمر شهاب

صور المظاهر بواسطة Bim. يتم التشغيل بواسطة Blogger.