جديدنا

مجلة فن | "الدراما السورية مابين الماضي والحاضر" وكيف ناقشت هذه الدراما قضايا الإرهاب ؟؟



مجلة فن - كتب هاشم الجرف :

رغم إستمرار المعاناة والظروف القاسية التي تمر بها سوريا ، مازال صناع الدراما السورية مصّرين على الإستمرار في عملهم وفنهم ورسالتهم التي تعكس مايحدث على أرض الواقع من خلال تقديم كل مايجري من أحداث في المنطقة وطرح مشكلات تهم المجتمع المحلي والعربي،فالدراما أصبحت وجبة رئيسية في كل منزل ومطلباً مهماً على كل الفضائيات العربية وحتى الغربية لإنها استطاعت معالجة كافة القضايا وخاصة القضايا التي تهم الشباب ، بل قدمت كل القضايا الإجتماعية والتاريخية وحتى السياسية ، وقدمت العديد من الطبقات الإجتماعية وماتزال تحاول وتقدم. وأعتقد أنها اهتمت أيضاً في طرح المواضيع الإدارية التي قد تهم شرائح الموظفين نذكر على هذا النحو مسلسل قانون ولكن ومسلسل يوميات مدير عام . إضافة إلى أعمال البيئة الشامية التاريخية التي حققت جماهرية شعبية بدءاً من مسلسل أيام شامية الذي حقق نجاحا ً كبيراً لإنه عمل على توثيق التراث، فيطلق على نوعية هذه الأعمال "بالأنثر بولوجي" فهي تعمل على توثيق حياة أهل الشام من حيث المأكل والمسكن والملبس وانتهاءً بالعادات والتقاليد ونمط حياتهم العامة . ثم توالت الأعمال الشامية منها مسلسل الخوالي، وليالي الصالحية، وأهل الراية ، وبيت جدي، والدبور، وصولاً الى طوق البنات، و خاتون، وباب الحارة بمختلف أجزائهم. كما أن الدراما السورية سلطت الضوء على قضايا الإرهاب قبل بداية الازمة السورية بعدة سنوات فقد قدمت أعمال مهمة من هذا الجانب كمسلسل حور العين، وماملكت إيمانكم وغيرهم من الاعمال التي ناقشت قضايا الإرهاب . ومع بداية الأزمة في سوريا فتحت ابواب الدراما من جديد ووجهت رسائل واضحة وصريحة لتؤكد أن رسالة الفن تتجسد في هذه الأعمال التي تنير العقول وتفتح الأعين على الحقيقة ، حقيقة باتت واضحة لدى جميع البشر فمنذ بداية الازمة قدمت العديد من الأعمال التي ناقشت موضوع الإرهاب وصولاً إلى غرابيب سود،فقد فتح هذا العمل أبواب داعش واقتحم عالمه الخفي وفضح الجرائم المنحرفة التي يقومون بها بطريقة وحشية من قمع وإجرام حتى بيّن لنا كيف يتعاملون مع أنفسهم من جهة والمنتسبين الجدد وخصوصاً النساء والأطفال من جهة أخرى ، إن هذه القصص والتفاصيل روتها شخصيات حقيقية عايشت حيثيات واقع هذا التنظيم، إلى الوسائل التي يستخدمها للتواصل مع الشبان والشابات في المجتمعات العربية والغربية، والأساليب التي ينتهجها في الولوج إلى عقولهم عبر نقاط ضعفهم النفسية والاجتماعية والسلوكية وغيرها. وأيضاً مسلسل شوق الذي جسد معناة الشعب السوري وتحديداً المرأة على يد الإرهاب ، بفقد تناول هذا العمل الجرائم التي مارسها الإرهاب التكفيري ضد السوريين، ولا سيما النساء من اختطاف وتعذيب واغتصاب وتفجيرات أودت بأرواح أبرياء،إضافة إلى من تاجر بدماء الناس ليصنع مكانة وثروة . هذا العمل الذي لاقى نجاحاً كبيراً عندما عُرض على الشاشات العربية في شهر رمضان الفائت . حيث نالت أسرة المسلسل ضمن فاعلية قامت بها جمعية سوريا المدنية دروعاً تكريمة بدءاً من المخرجة شربتجي والفنانة القديرة منى واصف التي قالت في كلمة لها “أنا الآن في حضن أمي سورية وأشعر هنا بالدفء” وتوجهت بالشكر لكل من ساهم بالفعالية ، وأيضاً أكدت الفنانة سوزان نجم الدين بدورها أن كل تكريمات العالم لا تساوي التكريم في وطننا الأم سوريا. وكما شملت قائمة المكرمين من أسرة شوق الفنانات لينا حوارنة ونسرين طافش وغيرهم من نجوم الدراما. هذه هي درامانا التي قدمت البصمة الاجتماعية السورية ، ولولا لم تكن منبراً وتوجيهاً ثقافياً ومرٱة لكل شرائح المجتمع لما استطاعت أن تستمر إلى الأن ، وأثبتت وعبر سنوات طويلة بأنها تحمل رسالةً وحضوراً إنسانياً في الضمير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مجلة فن | Faan Magazine | تصميم : عمر شهاب

صور المظاهر بواسطة Bim. يتم التشغيل بواسطة Blogger.