كتب سامر رفاعة ضمن " ثقافيات مجلة فن " :
تستطيع إعادة عقارب الساعة ماشئت الى الوراء .. بل إنّك تستطيع تأخيرها ساعةً كاملةً كلّ سنة .. لكنك لن تقدر أن تعيد لحظةً مضت .. وليس بمقدورك تكرار لحظةً واحدةً مع من رحل .. الماضي ملكٌ للتاريخ .. والمستقبل ملكٌ لله .. أو للصدفة .. هذا (( إن كنت تؤمن بأحدهما )).. أما الحاضر .. فهو لك ..ليس من متسعٍ للصدف في المضارع .. الحاضر لك .. إن أنت شئت .. أو انشالله الله .. وهذا أيضا فقط ((عندما تؤمن بكليهما )) الإيمان .. معضلة العصور منذ بدء التاريخ منذ أن كانت الكلمة فكرةً نائمةً في أثير فيلسوف فضولي .. لكن في هذا العصر .. ليس عصر الفلاسفة .. كل ما عليك أن تؤمن به وأن تقرر بوجوده .. هو الغياب .. والغياب فقط .. قد يخطر لك أن تسأل من غاب عنك دونما موعدٍ مسبق بحراً من الأسئلة .. لكنه سيغرق مختفيا عن بصرك في قاع إشارات التعجب ,, لأن الجواب وبكل ببساطة ليس عند أحدكما .. لماذا رحلت ؟؟ وهنالك متسعٌ لأحلامٍ أخرى .. لها منك .. حنان الأم .. وعشق الوطن .. لماذا رحلت ؟؟ وهنالك وقتٌ لنوباتٍ جنونيةٍ .. لها منك .. عناق حبيبة .. و شغف المسير تحت المطر لماذا رحلت ؟؟ وهنالك المزيد من الأيام .. لها منك .. طيف أخ .. سراب صديق .. خيال حبيب .. وحقيقة الأنا .. والكثير الكثير .. من أحلام اليقظة .. ودموع الفرح .. لا تسأل يا صديقي .. ولا تقسُ على من رحلوا .. لأنك وببساطةٍ شديدة .. لن تقدر أن تعيد لحظةً مضت , ولن تكرر لحظةً واحدةً مع من رحل .. طوبى لمن رحلوا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق