"في حضرة الشعر
تسجد الأفكار خشوعاً
تسجد الأفكار خشوعاً
في حضرة السحر
تحترق الذكريات رجوعاً
حتى يُنار القلب
يحترق الشعراء شموعاً"
بهذه الكلمات اختار مقدم الحفل أن يفتتح الأمسية الشعرية المنتظرة، فهو لم يجد تقديماً يليق بالشعراء إلا ما كان منهم وفيهم.. الشعر...
السيدات أولاً.. وكذلك الشاعرات أولاً..
لم تكن بحاجةٍ لتقديمٍ بهيّ، ولا لمكياجٍ متكلف، بل على العكس تماماً، فقد كانت واثقةً.. عاشقةً.. أمّاً في قصيدةٍ وطفلةً في أخرى، وبكل اختصار فقد كانت الشاعرة ((سارة تلمساني)) أنثى بكل ما تحمل هذه الكلمة من شعر..
"أنامُ لأنسَاه
فيَنتَظرُني هُناك
عيناهُ ممسِكتانِ بالقلب
وأنا مُسمّرَةٌ في مدارِه
كالزُهرَةِ
أدورُ حولَ نفسي
فكيفَما تنظُرُ عيني
تُلاقيهِ"
أما فارس المنبر ((أيهم الحوري)) فقد أوقعنا بالفخ بكل سهولةٍ، فأنت عندما تقرأ هذه الأسطر الذكية:
إذا الدمع شرد
في بحر عينيكي
سقط المدى سهواً
الشمس أنثى
هنا ستظن أنها أولى القصائد وستعجب وتذهل، لكنها ليست سوى عناوين لدواوينه السابقة أما القصيدة فها هي، وكما يُقال "المكتوب مبيّن من عنوانه":
"لما رقصت بين الناس
عمري صلى ونادالك
صبيت الهزة بالكاس
وكسرتا بضحكة حالك
مع خصرك ميل بهالراس
الي تشربك بحبالك
وشفافي تحسب القياس
بين النهد وسلسالك
ياخصر العم بشتي مواس
مدبوح وشو عبالك
يهمس لي الحرمان: خراس
احيا وموت على خيالك
خليك يا ميم الماس
رعشة حب بخيالك
من لما صرت الوسواس
الجنه سجدت كرمالك"
بعد أن تستفيق من تأثير النشوة الساحرة في كلمات المميز أيهم الحوري.. ستجد نفسك تسأل نفسك حائراً: "يا الله.. من أين يأتي الشعراء بكل هذا الجمال؟؟"..
ما أن تنهي سؤالك حتى يأتيك الجواب على لسان شابٍّ أقسم أن يكون ختامه مسكاً كما كانت البداية..
الحب.. أجل هو الحب وحده من يصنع الشعراء.. طوبى لمن أحب فكتب.. وطوبى لمن كتب فأثّر في الروح والقلب.. وطوبى لقائل هذه الأبيات الشاعر ((كمال أبو خير)):
"وأنا إذا ما صرت يوماً شاعراً
وقطفت من دنيا كتاباتي
ف بحضرة الرجل العظيم فتاته
والله أنك دنيتي وفتاتي..."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق