دخلت الدراما السورية في منعطف جديد وغير متوقع لمشاهدي الأعمال التلفزيونية وخاصة المسلسلات التي تلخص الحياة الاجتماعية للمواطن وتتحدث عن المشكلات التي يعيشها يوميا في حياته.
مسلسل بقعة ضوء دخل على قلب المواطن السوري وأخذ مكان كبير في عقله حيث كان يلخص كل دقيقة يعيشها هذا المواطن من سلبيات وإيجابيات يتعرض لها في عمله وبيته وطريقه إلى أن أصبح مسلسل بقعة ضوء في المراتب الأولى لدرجة المتابعة التلفزيونية وحاز في أكثر من مهرجان على جوائز وتكريمات من قبل شركات الإنتاج على ما يقدمه من نافذات وسكيتشات تحكي الواقع على الأرض.
في سنوات الأزمة الستة أخذ عمل المسلسل بالانحياز إلى التحدث عن وضع المواطن منذ بدء الأزمة وكيف يتم التعايش في ظروف الحرب التي كانت تتطور سنة عن أخرى إلى أن وصل الوقت لأن يكون هذا المسلسل في خانة المسلسلات التي انحرف مجال عملها عن الصورة الرئيسية والتي يعنى المواطن بها وأصبح الكتاب أو المنتجين يسوقون لهذه الأعمال فقط لرفع أسماء شركاتهم الفنية وجني الكثير من الأموال في زيادة عدد الأجزاء وغيرها وإيصال الصورة إلى المشاهد السوري بأن عمل هذا المسلسل لا يزال يتحدث عن واقع المواطن.
نرى في العديد من الحلقات التي ظهرت في هذا الموسم أموراً قد تأثر سلباً على المجتمع برمته حيث بات القائمون على هذا العمل يختارون أشخاص ليس لهم علاقة بشيء اسمه فن واختيار نوافذ نقاش جديدة قد تعرض شباب وشابات المجتمع إلى الوقوع في أغلاط من شأنه أن يجر جيلاً كاملاً إلى أمور كثيرة نجهلها.
هذا التحول الكبير يزيد تدهور الحالة الفنية للدراما السورية وخاصة في استبعاد الفنانيين الكبار أو اختيار أدوار ثانوية لهم وهذا يؤثر سلباً على دورهم الكبير في إنتاج وتأسيس الدراما التي للأسف تراجع مستواها بعدما كانت في أولى الصفوف من حيث المتابعة على مستوى العالم العربي والغربي أجمع.
دمشق الان يحيى سلوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق