جديدنا

مجلة فن | اليوم الخامس من مهرجان الثقافة الموسيقية موزاييك على خشبة المسرح..بصمة للتاريخ

 

   

مجلة فن . لؤي ديب
تصوير عمر داغستاني


عزيزي القارئ إن كُنتَ مِمَّن حضر الحفل فأرجو منكَ أن تُساعِدني في تصحيح الأخطاء في السرد التالي إن وُجِدَت...
لدى وصولك إلى باب المَسرَح استقبلتكَ فتياتٌ جميلاتٌ في العشرينات من أعمارهن، وأعطتكَ إحداهُن ورقَة زرقاء مَطويَّة، مع ابتسامة ترحيب وكأنَّها تستقبلك لدخول منزلها مُساعِدة إيَّاك على كسر الحاجِز الذي ينتاب زائر المناسبات الجماعية بشتَّى أنواعها...مع خطواتك الأولى يا عزيزي بدأت بقراءة ما هو مكتوب على تلك الورقة، ومع كُل كلِمة كانت هويَّة موزاييك يزداد طُغيانها على المكان والزمان المُحيط.. مع انتهائك من قراءة الورقة المكتوبة الموزاييكية بدأ أعضاء الفرقة بالدخول وانطفأت الأنوار، وابتدأ الحَفل مع مقطوعات "مشغولة" بإتقان مُحكَم، وتناغُم فريد..
بعد انتهاء كُل مقطوعة كان المايسترو د. وسيم بطرس يُشير للعامل الرئيس في تلك المقطوعة بيده كي يقف فيتعرف عليه الجمهور ويُحيِّيه... المُوزِّع العبقري "د. ماريو بطرس" استخدم الثقافة الموسيقية للجمهور الحمصي، ولم يُبعِده المسرح عن كونه واحد من هذا الجمهور، فاستغل الجمهور كأي آلة موجودة على المسرح وصنع من تصفيق الجمهور آلة إيقاعية تناغَمَت مع الأعمال المُحضَّرة بإتقان، مِمَّا أبقى الجمهور مُنسَجِماً مع عَمَل الفرقة، مُنغمس المشاعِر في تفاصيل الحَدَث...المَسرَح المُمتَلِئ عن بِكرَة أبيه لَم يَضِق على أحد حتى أولئك الشغوفين الَّذين جلسوا على الدَّرجات الفارِغة بين المقاعِد...
العَمَل الإداري الناجِح لا تظهر آثارَه لابُدَّ أن تظهر آثاره على الأرض ، وبما أنَّ الإدارة فَن فَمِن المُتوقَّع أن يكون عبقري الموسيقى ماريو بطرس فنَّان في إدارته فلم يغفل عن أصغر واجباته حيث رأيناه يُمسِك الميكروفون مرة بعد أخرى ليتشكَّر أولئك الأشخاص الذين كان لهم أجزاء من الفضل في الوصول إلى المسرح بكامل العدد والعتاد المطلوب، حتَّى أنَّه تشكَّر ساندرا تلك الفتاة التي لم تستَرِح طيلة فترة الحفل وهي تلتَقِط الصُّور للموسيقيين باعتبارهم زُملاءها كَونها المُصوِّر المُعتَمَد للفرقة..اليوم الخامس للمهرجان كان درساً لِمَن أراد تنظيم فرقة موسيقية أو غير موسيقية عن آلية التعامل مع أدق التفاصيل..
وفي لقاء خاطِف لمجلَّة فن مع د.ماريو بطرس سألناه فيه عن
الجرأة التي يحتاجها الموسيقي اليوم لطرح أغنية تراثية بتوزيع جديد وذلك بعد اللَّغط الكبير الذي يحصل بسبب تعدِّي غير الموسيقيين على الموسيقى وتشويه التراث فقد قال:
" التوزيع الجديد الذي قدَّمناه اليوم ليس إلَّا توزيع أوركسترالي، أي السَّماح للآلات الأوركستراليَّة مُجتَمعة أن تشارك في أداء أغنيَة تراثية، ولكي أكون دقيقاً في كلامي سمَحت لنفسي أن أمهر هذا التراث بختم موزاييكي من خلال إدخال القليل من موسيقى الجاز الذي تتفرَّد فيه موزاييك بأعمالها، طبعاً هذا التوزيع الجديد احتاج لسنوات من العَمَل لم يولَد في يوم وليلة من خلال اللجوء لأجهزة تقنيَّة حديثة، تم توليده بالروح البشرية الخالصة لذلك وصل للمُستمع بنقاء وطبيعية..."

أما المعوِّقات التي تواجه موزاييك في عملها..فقد قال عنها:
" المعوِّق الرئيس هو المال...كل ما رأته الناس اليوم على المسرح..لم يُدفَع فيه ليرة سورية واحِدة..الموسيقيين الذين أتوا من خارِج المحافظة أتوا على حسابهم الشخصي، نحن نُعاني من عدم وجود رُعاة ماليين لأعمالنا..هناك تقصير واضِح في دعم الموسيقى من قِبل أصحاب الفعاليات التجارية والصناعية، وهذا يجب أن يتم بدفع من النقابات والمؤسسات الحكومية، لكي يرتقي العمل ويبقى الحافز عند الموسيقي كَي يُبدِع...خصوصاً الموسيقي الذي ليس لديه مصدر لدخله سوى الموسيقى..."

موزاييك...فريق موسيقي متكامِل..قدوة تُحتَذى..
شكراً موزاييك..على تلك النشوة الموسيقية..








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مجلة فن | Faan Magazine | تصميم : عمر شهاب

صور المظاهر بواسطة Bim. يتم التشغيل بواسطة Blogger.