حوار وإعداد: لؤي ديب .
لا يخفَ على أحَد أنَّنا وخلال سنوات الأزمة فقدنا عنصر التجديد والتطوير إضافة إلى تراجُع في المستوى الإخراجي والفِكري "طبعاً مع وجود استثناءات قليلة جدَّاً ومعروفة للجميع"، ونعتَقِد وجود عمَل قادِم قريباً من شركة "لاند مارك" بهويَّة إنتاجيَّة جديدة وأسلوب متفرِّد واسِع المدى عالي السَّقف..لذلك حزَمنا الحقائب واتجهنا إلى مكتب السَّيد "يَمان ابراهيم" أمَلاً في الحصول على تفاصيل حَصريَّة لمجلَّة فَن أملاً بالإضاءة على تفاصيل خاصَّة لم يسبِق طرحها حَول "365يوم وربع" فدخلتُ الشَّرِكة مُنتَظِراً لقاء المُنتِج المُتعَجرِف كما هي العادة...
لَم يطُل انتظاري حتَّى سُمِح لي بالدخول فاستقبلني واقِفاً مصافحاً بكل تواضعٍ ومهنيَّة على غير العادة مع أغلب المُنتجين، جلسنا ليقول:
"ما حبِّيت أخرك باعتبار تقريباً ما عندي وقت فراغ.." فقُلتُ مبتسِماً:
"دعنا نبدأ بـ365 يوم وربع ما هي فكرة العمل العامة، وما الذي يُميّزه عن بقيَّة أعمال اللوحات؟"
ليجيب الأستاذ يَمان:
" الذي يُميّز فكرة 365يوم وربع أنَّه عمل غير مُنتَهِ من اللوحات الغير عشوائيَّة، أي أنَّنا قُمنا بضبط هذه اللوحات ضمن فقرات تحمل هويَّة ثابتة، ومُختَلِفة عمَّا تَمّ طرحه سابِقاً، هذا من الناحية المنهجية للعَمَل..أمَّا إذا تطرَّقنا للناحية التقنيَّة العمليَّة ففتحت شركة "لاند مارك" ذراعيها مستوعبةً وتعمل على استيعاب أكبر عدد من المواهب الشابة، "كتابةً وتمثيلاً" فنَحنُ أعلَنَّا ونُعلِن بشكل دائم عن قُبول كُل شاب أو فتاة يمتلك موهبة تمثيلية ولَم تُتَح له الفرصة من قَبل لإثبات نفسه في "365يوم وربع" إضافة لقبول نصوص مكتوبة من الكُتّاب الجُدُد، طبعاً هذه المواهب التي ستتقدَّم للتعاون مع الشركة، سيتم تقييمها "كتابةً وتمثيل" والعمل على صقلها وتطويرها.."
وتعقيباً على كلام الأستاذ يمان توجَّهت إليه بالتساؤل التالي: "هل يمُكِن إيجاز الأفكار التي ضبطت هذه اللوحات؟ ومعرفة طريقة تقييم المواهب التي سيتم العمل عليها مع الشركة، أي أنَّنا من المُمكِن أن نرى ابن عم المُخرِج الفُلاني وأخت الممثِّلة الفُلانيَّة.....
فقاطعني ضاحِكاً: "لا لا أؤكِّد لك أنَّ كاست العمل بالكامل خالي من أي وساطة أو محسوبيَّة، فأنا أسعى لتقديم عمل مِهَني جديد فِكراً وأسلوباً..لذلِك لا يُمكنني أن أسمح لأي خطوة غير محسوبة العواقِب أن تتسَبَّب بأذى لمحتوى العمل..أمَّا عن الشق الأوَّل من السؤال فقد تمَّ ضبط العمل ضمن خمسة قوالِب أساسية لكل فقرة قالب، حيث ستكون الحلقة الواحدة مكوَّنة من خمس لوحات، لكُل لوحة عنوان عريض على الكُتَّاب أن يتقيَّدوا به ويسبكوا لوحاتهم ضمنه هذا يساعِد على إعطاء هويَّة ثابتة للعمل.."
وما هي هويَّة العمل إن أمكننا إيجازها؟
" باختصار العمل مجموعة من السَّاعات الدراميَّة كُل ساعة مُقسَّمة إلى خمس لوحات دراميَّة اجتماعية ناقِدة بجرأة"
وما سقف هذه الجرأة؟
"بالنسبة لي أسعى لتقديم عمل جريء على كافة الأصعدة (عاطفيَّاً، جنسيَّاً، اجتماعيَّاً..إلخ) لكن ضمن حدود الأعراف والقوانين فلا يُمكِنك أن تصل للوقاحة بحجَّة التميُّز والجرأة لكي لا تحصَل على رد فعل عكسي من المُتلَقي، خصوصاً وأنَّ العمل الفنِّي صار كاللَّعِب بالنَّار وذلك لقدرة النَّاس على الهجوم عليه علناً من خلال السوشال ميديا فقد باتت المنابِر النّقديَّة لا تُعَد ولا تُحصى ومن حولنا العديد من العمال التي سقطت بين براثِن البوستات والتغريدات النقديَّة الغير مختصَّة ولا تمُد للمهنيَّة بصلة، فاليوم لمُجرَّد أن العمل (س) فيه المُمثِّل الذي لا أحبُّه أقوم بكتابة منشور ضد العمل بكامله وأرمي تعب شهور في سلَّة المهملات ويبدأ التكرار الببغائي ممن تابع العمل أو لم يتابعه...من هذا الباب لا أريد لتعبي وتعب من يعمل معي أن يُرمى أرضاً بسبب طريقة طرح خاطئة.."
ما الجديد الذي سيقدِّمه "365يوم وربع" للدراما، بما أنَّي ألتَمِس هذه الثقة في الإجابات؟
" أنا أعمَل على طريقة نقديَّة جديدة بالمُطلَق في إحدى فقرات العمل، عمِلت على فكرتها من الألِف إلى الياء بمساعدة أشخاص مختَصِّين لديهم خبرتهم في هذا المجال.."
سألت وأنا أنظُر في مُفَكِّرتي الصغيرة وأكتب بضعة كلمات: "ما هي هذه الطريقة؟" فيعِم صمت لثوان فأنظُر إليه لأجدَ أنه يبتسِم فأقول "من حَقِّي الحصول على فكرة حتى ولو تلميح بسيط"
" نحن اعتَدنا عموماً على توجِيه النَّقد للمسؤول، والمسؤول لا يعني صاحِب المنصِب الحكومي، وإنَّما أي شخص في موقع مسؤولية "أب، مُدرِّس، صاحِب مطعَم...إلَخ" أنا اليوم أعمَل على منح المُنتَقَد حق الرَّد...إضافَة لذلِك، قد يكون "365يوم وربع" أول عمَل يوحِّد جهود كُل مُمَثِّلي سوريا في عمل واحِد فالعمل مفتوح لِكل شخص يؤمِن بفكرة العمل ويريد الانتماء إلى فريقه.."
نحن فريق مجلَّة فن، نعلم أكثر من غَيرِنا ما معنى الإنضمام إلى فريق عَمَل إيماناً مِنَّا بأهميَّة العَمَل ويقيناً بقُدسيَّة فكرَتِه لذلك نتوجَّه بجزيل الشُّكر للأستاذ يمان ابراهيم على رحابة صدرِه وإيمانِه بقدرات الشباب، نحن على أعتاب رؤية عمَل مماثِل لكوميديا لبنانية ممثلِّيها باتوا نجوم عالميين من خلالها، أفكارها وطرحاتها الجريئة وصلَت لكُل بيت عربي، لذلك نتمنَّى التوفيق والنجاح لشركة لاند مارك في العمل القادم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق