جديدنا

مجلة فن | ردحات على شاطئ طرطوس


 

مجلة فن . لؤي ديب

بما أن اسم مجلَّتنا "فَن" نادِراً ما كُنَّا نتطرَّق للحالات الشَّاذة الدخيلة على هذا الوسط الذي يجِب أن يكون مليء بالإبداع والعطاء، لكن ما إن بدأت تتحوَّل هذه الحالا الشَّاذة إلى سرطان يفتِك في جسَد الذائقة الشَّعبية والبُنية الفنِّيَّة في سوريا، قَرَرنا الشُّروع في محاولة تصدِّي، أو بالأحرى محاولة رَد على ما يجوب المسارِح من فوضى وعدم إنضباط فنِّي، وكان آخِرها ما حصَل على شاطِئ طرطوس، أحَّد "المُغنِّيين" اللُّبنانِيين يثير ضجَّةً بين عابري الصفحات الإلكتورنيَّة بسبب فيديو نُشِر له وهو "يعِجُّ ويضجُّ، يفور ويغلي" بكَلِماتٍ نابيَة أقل ما يُقال عنها أنَّها سوقيَّة، في محاوَلة واضحة منه للاقتداء بقرينه "وديع الشِّيخ" (نأسَف لِذِكر الاسم) وسط حضور جماهيري يشارِكه الحركات "البوشاريَّة" في ظل ما يُفتَرَض أنَّه حفلة "غِنائيَّة"..
وبِما أن تعاطي سوشال مُهِمَّتها رصد آراء الـ"مُتسَوشلين" بالمَشهَد بعد توصيفُه قُمنا بِجَولَةٍ خَفيَّة مُقتَفين أي أثر لتعليق طريف أو مُهِم وحصَلنا على ما يَلي:
فقد كتبت الفنَّانة السورية شهد برمدا منشوراً طويلاً تُعبِّر فيه عن حُزنِها على انحدار الذائقة الفنِّيَّة كما يظهر في الصورة أدناه، وقد فهِم المُتابعين بحذاقتهم المعهودة أنها تقصِد ما حصَل على شاطئ طرطوس، وأوضحوا ذلِك في تعليقاتهم...



كما شارك الأستاذ الفنَّان أحمد داؤود الفيديو على حسابه الشخصي وكتب ساخِراً "ترى كلمات ولحن متعوب عليها منيح..تفضلوا لوين وصلنا ..ياعيب الشوم...انبسطوا منيح عمي انبسطوا" ..


 

وكتب الشاعر محمد حسن محمد منشوراً مُرفَقاً بالمقطَع المُصوَّر للشاب اللُّبناني يعبِّر فيه عن أساه لِما رأى، وموضِّحاً مفهومه للأغنية الهابطة التي لطالما تحدَّث عنها، كما توضح الصورة..


 
وبين الآراء لفتنا العديد ممَّن وجَد الأمر عاديَّاً بما أنَّ الـ"مُغنِّي" والحضور سُعداء و "مخمورين" فَهُم أساساً ذهبو إلى الـ"حفل" بهذا الغَرَض...



المُلفِت للانتباه بشكل كبير، أن الشَّارِع هو الذي يحمِل الراية الفنِّية اليوم، وذلك بسبب السَّعي الأعمى خلف جني المال، في الوقت الذي يسعى الفنَّان الحقيقي لإثبات نفسه حتى لو بالمجان نجِد أشخاص لا يمدُّون للفَنِّ بأي صِلَة يتصدَّرون المسارِح ويصرخون بأفواهٍ عريضة "قافزين، راكضين، مُتشقلبين...إلخ" على المسارِح لكَي يقوموا بِلَفت أنظارِ شباب وفتيات لوَّثَت أذواقُهم مُخلَّفات الحَرب..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مجلة فن | Faan Magazine | تصميم : عمر شهاب

صور المظاهر بواسطة Bim. يتم التشغيل بواسطة Blogger.