خاص مجلة فن
اعداد وحوار : لؤي ديب
فتاة "آراب آيدل" التي جَذبَت انتباه النَّاس إلى موهبتها وصوتها القوي الواسع، فرح يوسف جميلة تُناطِح الواقع وحدَها لَم تستَنِد يوماً على يَد غريب، لم تلقَ سوى دعم معنوي من أقارِب وأصدقاء، خامَة صوتية لو وجِدَت في مكان آخر على هذا الكوكَب لكانَت الآن أيقونة تُحتَذى، لم أعتَد مِن قبل هذا النَّمَط التجميلي الذي يتَّبِعه العديد من زُملاء الوسط الصّحافي إلَّا أنَّ إصرار "فَرَح" على رفع مستوى عناوين البوسترات وتوجيهها للنُّخبة هو ما قادَني إلى جذب القارئ ضمن المقال...
تِلك الخامة الصوتية التي تُغنِّي حتَّى الكلِمات السِّياقية الهامسة، وتصرخ في عِزِّ السكون قالت: "صوتي وموهبتي بين يدي الناس لكِن هذه الإمكانات إن لم يتم صقلها بالشَّكل الصحيح من قبل أشخاص مختصِّين وفريق عمل متكامِل قادر على إيصالها للناس كما يجِب، سيبقى هناك نقطة ضعف في مكان ما، فالفنان في نهاية المطاف صورة أمام العامة، وأنا أعتب في هذه الحيثية على القائمين على الفن في بلدي فأنا أمتلِك كل الأدوات ولا ينقصني سوى وجود جهة قادرة على تقديمي للعامة بالصورة المطلوبة"
وقد فاض نهر العتاب عند أنثى اليمام فهدَلَت:
"أنا عمِلت بشكلٍ شخصي، أنتَجت عملي بمفرَدي من "ألِفِهِ إلى يائِه" بمساعدة تكاد تكون معدومة سوى من بعض المُقرَّبين جِدَّاً الذين عَمِلوا معي عِوضاً عن فريق من المفروض أن يكون ضخم مُتخَصِّص، يعمل على الصورة واللَّحن والتوزيع، والتسويق الذي يُعَد هويَّة هذا العصر وغايته، لكن رغم الإمكانات المادِّيَّة المحدودة، إلا أن العمل حظِيَ بنجاح جيِّد، وهذا دليل على أن الأساس الذي نعمل عليه سليم، وقدَّمت أفضل ما لدي، لكن في السنوات الأربع الأخيرة شعرت بالتعب لكثرة الجهود التي بذلتها بشكل منفرد، دون أي عَون من أهل العَون"
وعِندَ تعَب تلك اليمامة الدمشقية تسلَّحت بمحبَّة النَّاس لصوتها فكانت بين الحين والآخر تناجيهم..
"فرح من خلال مقاطع قصيرة مُصوَّرة بهاتف محمول كانت قادرة على الوصول لقلوب الكثير من الناس، وبإمكاننا ملاحظة ذلك في صفحات السوشال ميديا، لكن هناك أشخاص ينتقدون بأسلوب لاذِع مُزعِج جدَّاً، دون أي تقدير لمشاعِر المُتلَقِّي، والغريب أنَّهم يتناسون كل ما هو إيجابي ويعلقون في نقطة سوداء هم خلقوها في الماضي، مع كامل الاحترام لهم لكنَّهم على خطأ وهم يسبِّبون أذى كبير جِدَّاً، فاليوم الانطباع بات ينتقِل بالعدوى، مهما كان المحتوى مُهِم وكبير يبقى الانطباع الذي يَتركه ناشر الفيديو في تعليقه على الفيديو أقوى من مُحتوى الفيديو، مما يسبب ابتعاد البقيَّة عن النَّشر، وهنا يكمن واجِب نقابة الفنانين ووزارة الإعلام في الدفاع عن حقوق الفنَّان السوري المُنتهكة علناً"
عندما تنبَّهَت اليمامة لهجوم على صِغارها انتفَضَت محاولة الدفاع عنهم، فاتُّهِمَت بالعدوانية والهمجيَّة والرّعونة، لِكُلِّ الذين شاهدوا الموقِف من زاوية واحِدة تقول يمامة الشَّام:
"إنِّي أرى في الضَّجيج الذي دار حول فيديو "نعمة من الله" اهتمام من النَّاس، ومحبَّة منهم، على الرغم من كثرة الآراء السلبية والتي تصِل في كثير من الأحيان إلى شتائم وسُخريَّة، لكن رد الفعل الكبير هذا لا يدُل إلَّا على اهتمام النَّاس بفرح يوسف البنت السُّورية اللي كانت ضحيِّة لبساطة هاد الجمهور اللي هاجمها بداية ولعبة مونتاج نهايَة، أنا كنت أوَّل فنَّانة سورية تُطِل على جمهورها بفيديو مباشر من خلال السوشال ميديا، وتخيَّل فتاة بسيطة انتقَلَت من الحياة التي تحياها أي بنت في منزل ذويها إلى حياة الأضواء والشهرة والضجيج، وقُمت بهذا التَّصرُّف العفوي، وفي أثناء البث لم أحتَمِل النَّقد اللَّاذِع جِدَّاً لي ولِبَلَدي لم أحتَمِل الطريقة السُّوقية التي كُنتُ أقرأها مُستهِدفة أهل بلَدي وفتيات بلدي، أما بخصوص الفيديو فهو فيديو مُمَنتَج كُنتُ في حالة غضب هيستيريَّة وذلك بسبب التَحرُّش العلَني الذي كُنتُ أتعرَّض له، والكلِمة التي تسبَّبَت بانتقادي قرأتها بسبب كثرة تكرارها الوقِح في تعليقات المُتحرِّشين من كافة أنحاء الوطن العربي، وللصراحة لم أتخيَّل لِلَحظة واحِدة أن أبناء بلدي الذين دافعت عنهُم وعن أعراضهم حتى لو بالكَلِمة ولم أقبَل الهروب واعتبرت فيديو البث المباشر معركة عليَّ الخروج منها مُنتَصِرة لأجلِهم، لم أتخيَّل أنَّهُم هُم أنفسهم الذين سيهاجِموني وينكِّلوا بي بهذه الصورة الغريبة، لكن نهاية أنا تجاوزت أزمة ذلك الفيديو السخيف وطوال تِلك الفترة وإلى الآن عتبي على أبناء بلدي الحبيب سوريا هو من محبَّتي لهُم، سأظل الفتاة السورية التي لا تقبَل أي إهانة أو إساءة وتدافع عن نفسها وعن بلدها بكُل قوَّتها"
اليمامة واجهَت المُعتَدين بكُل صبر وقوة، وتمكَّنت من الخروج من المعركة واقِفة على قدميها فارِدة جناحيها رغم الجراح، وها هي اليوم تستَعِد للطيران مُجدَّداً، لتُخبِر الكَون بأسره:
" في الأيَّام القادِمة لديَّ ثلاثة أغنيات ستُنشَر بشكل متتالي، واحدة بعد أخرى أتمنَّى أن تنال حُب النَّاس مِثلما أحببتهم أنا، وعمِلت عليهم بِجِدٍّ وحب كبيرين، وأتَمنًّى أن تَتسنَّى لي الفرصة للقيام بجولة فنِّيَّة على المحافظات السوريِّة كَي أُطِل على الجمهور الذي أحِبُّه وأكون قريبة منه أكثر، لكن هذا يحتاج إلى تنظيم ورعاية كبيرَين من جِهَة إنتاجية قادرة على تبنِّي فِكرة كهذه، وأنا عن نفسي مستعِدَّة في أي وقت فأنا موهِبة نشأت في هذا الوطَن وهي ملك لهذا البَلَد، بأدواتي ومشاعِري وكُل ما أملكه ملك لبلدي وأباء بلدي"
هاهي اليمامة الجريحة سلَّمَت نفسها لأثير دِمَشق كما كانت قبل الجِراح، دمشق التي لم تَتكَبَّد عناء الدفاع عن زينة أثيرها وطربه "فرح يوسف" تحيَّة احترام وتقدير مِنَّا نحن أسرة مجلَّة فَن لِصَبرك وإصرارك متمَنِّين لك التوفيق والنجاح وشفاء الجراح..
شكرآ فرح يوسف نجاحك سبب تنمرهم وصبرك زاد غيظهم انت مثل جبل قاسيون لاتبالي بحبات رمال تتناثر مع الرياح يمنة ويسرى وعتابك مقبول فنحن السوريون نتعاتب بكل حب ونتقاسم الجرح ولكن نبقى ابناء سوريا شامخين صامدين
ردحذف