مجلة فن - لؤي ديب
دع على قارِعة الطريق
موهبتك واعتنق إنسانيَّتك مذهباً، امشِ في طريق مستقيمة شرط أن يكون في نهاية تلك
الطريق بصيص النور الذي تحتاجه كي لا تغدرك العقبات وتسقطك.. مهلاً.. لا بُدَّ من
سقوطك مرة واثنتين وثلاثة لكن العِبرة في وقوفك مرة واثنتين وثلاثة واستمرارك في
الطريق المُستقيم دون اعوجاج أو تلوِّي، نيرمين شوقي إنسانة اعتنقت الفن مذهباً،
بدَعمٍ من موهبتها التي أجبرتنا على الوقوف عندها، الفتاة التي تحمِل جمال الملامح
كما تحمِل جمال الصوت والأداء التمثيلي المتميِّز...
تطفَّلنا على نيرمين
طامعين بالاطلاع على تفاصيل غير قابلة للتداول، وبما أن الحوارات الفنِّيَّة
مُكَرَّرة وبات القارِئ يعرِف "المقال من واجِهته" هرَبنا كما عوَّدناكم
دائماً وعوَّدتكم نيرمين من السقوط في حُفرة التَّكرار، فتسلَّلنا إلى أعماق
شخصيَّة نيرمين ومارَسنا الدَّور الصَّحفي بأسلوب يكسِر الروتين...
فكان سؤالنا الأوَّل:
"كُل فتاة بأبيها مُغرَمة" هل يشمِل هذا القول نيرمين، ووالدها الفنان سلطان شوقي؟ فكان جواب نيرمين: " نعم يمكنك القول بأن هناك عشق مخفي وعمق بيني وبين والدي"
اضطُرِرتُ لمقاطعتها والوقوف عند هذه الحيثية الصريحة: علاقتك بوالدك أثَّرت عليكِ، مالذي صنعته بداخِلِك؟ وما هو الشيء الذي نراه في نيرمين، وهو أساساً مسروق من الفنان سلطان شوقي؟
مع الضحكة الخجولة أجابت وكأنِّي أراها تُناظِر السماء كي تُفكِّر بإجابة شامِلة تجتَثُّ السؤال من جذوره: "بإمكاني القول وبِثِقة تامَّة بأن شخصيَّتي وإحساسي بالكامِل استمدَّيتُهما من والدي وذلك من خلال معيشتي وإيَّاه، فهو كان صوت الضَّمير في داخلي الذي يُشبِه حسَّاسَّات الخَطَر، فعِندَما ضاقت بي الظروف وكادَت تقودني إلى طريق خاطِئة ظهَرَت صورة أبي وأيقظت نيرمين القويَّة التي تُشبِه والدها القاسي عند الخطأ والحنون عندما يشعر باحتياج نيرمين إلى دفء كَفَّيه وبريق عينيه المُبتسمتين، فهو طفلي الذي يدفعني إلى الحياة بقوة لكي أبقى قويَّةً بنظرِه..
فكان سؤالنا الأوَّل:
"كُل فتاة بأبيها مُغرَمة" هل يشمِل هذا القول نيرمين، ووالدها الفنان سلطان شوقي؟ فكان جواب نيرمين: " نعم يمكنك القول بأن هناك عشق مخفي وعمق بيني وبين والدي"
اضطُرِرتُ لمقاطعتها والوقوف عند هذه الحيثية الصريحة: علاقتك بوالدك أثَّرت عليكِ، مالذي صنعته بداخِلِك؟ وما هو الشيء الذي نراه في نيرمين، وهو أساساً مسروق من الفنان سلطان شوقي؟
مع الضحكة الخجولة أجابت وكأنِّي أراها تُناظِر السماء كي تُفكِّر بإجابة شامِلة تجتَثُّ السؤال من جذوره: "بإمكاني القول وبِثِقة تامَّة بأن شخصيَّتي وإحساسي بالكامِل استمدَّيتُهما من والدي وذلك من خلال معيشتي وإيَّاه، فهو كان صوت الضَّمير في داخلي الذي يُشبِه حسَّاسَّات الخَطَر، فعِندَما ضاقت بي الظروف وكادَت تقودني إلى طريق خاطِئة ظهَرَت صورة أبي وأيقظت نيرمين القويَّة التي تُشبِه والدها القاسي عند الخطأ والحنون عندما يشعر باحتياج نيرمين إلى دفء كَفَّيه وبريق عينيه المُبتسمتين، فهو طفلي الذي يدفعني إلى الحياة بقوة لكي أبقى قويَّةً بنظرِه..
تغلَّبَت عليَّ
نيرمين مُحقِّقة التعادُل بعد نُقطتي التي حققتها في السؤال الأوَّل، فاضطُرِرتُ
لِرفع مستوى الحِشَريَّة في السؤال القادم...
نيرمين، تعيش قصة حُب
مِن طرف واحد في مسلسل خمسة ونص، فهل من المُمكِن أن تقتحِم حياتها قصَّة كهذه؟ أم
أنَّها اقتحمتها سابِقاً؟
فأجابَت:
"حقيقَةً عِشتُ تَجرِبة الحُب من طَرَف واحد مع بدايات المُراهَقة فعليَّاً
عِشت قصة حُب ملحميَّة لكن مع نفسي دون عِلمِه، كانت مرآتي الوحيدة التي تعلَم
بهذا الحُب، وبقيت على ذكرى هذه القصَّة التي تحمِل مشاعِر طفلة في غاية البراءة
والنقاء، وحتى هذه اللحظة لم نجتَمِع ولم نتواصَل ولم يعلَم هوَ بموضوع قِصَّتنا،
لأنِّي أُريد أن تبقى تِلكَ المشاعِر كما
هِيَ..
قاطعتها مستوحيَاً
سؤالاً يشبِه إجابتها التشيخوفيَّة:
"من يرى نيرمين
شوقي من الخارِج يظُن بأنها فتاة تُشبِه مقاماً من مقامات الموسيقى الشرقية
"النَّهوَند" مثلاً الغنِي بالعُرَب والمشاعِر الحنونة، لكن عندما
يقترِب منها يلاحِظ ماهيَّة روحها الـ"ماجورية الغربية" ذات العلامات
الجريئة الصارِخة الخالية من أي بيمول حنون أو دييز غاضِب، يا ترى هذه القسوة
الـ"ماجورية" أنتي التي تتصنَّعيها لحماية نفسك؟
" أعتَقِد أن
الأمر لا يتعلَّق بنيرمين بِقدر ما يتعلَّق بالشَّخص الذي يتعامل مع نيرمين، فهناك
من يقول عن نيرمين بأنها قاسية، وذات قلب بارِد، ولا تهتم بالآخرين، وهناك
النَّقيض تماماً الذي يراني الفتاة الرقيقة المُرهَفة صاحِبة القلب الطيِّب، إضافة
لِمَن يقول عنِّي بأني مغرورة وغبيَّة، والذي ينعتني بـ"أسعد خرشوف"
بسبب طيبَتي الزائدة حد الهبل..إلخ
حالي كحال أي شخص على هذا الكَوكَب..
لكِن حقيقتي حَسبما سأقيِّم نَفسي كمراقِب خارِجي، فأنا أرى نيرمين شخص طبيعي جِدَّاً، أبسَط من أي تحليل ذُكِر أعلاه، فأنا لا أتجسَّد القوة لأحمي نَفسي، ولا أتعمَّد الرِّقَّة كي أستَلطِف المُحيط.. فقط نيرمين تتعامل مع المُحيط بشفافيَّة مُطلقة وأي تحليل يُذكَر ما هو إلا انعكاس عن شخصيَّة الطَّرف الآخر..
حالي كحال أي شخص على هذا الكَوكَب..
لكِن حقيقتي حَسبما سأقيِّم نَفسي كمراقِب خارِجي، فأنا أرى نيرمين شخص طبيعي جِدَّاً، أبسَط من أي تحليل ذُكِر أعلاه، فأنا لا أتجسَّد القوة لأحمي نَفسي، ولا أتعمَّد الرِّقَّة كي أستَلطِف المُحيط.. فقط نيرمين تتعامل مع المُحيط بشفافيَّة مُطلقة وأي تحليل يُذكَر ما هو إلا انعكاس عن شخصيَّة الطَّرف الآخر..
أما السؤال الأخير
والوحيد الذي تمَّ تحضيره مُسبَقاً، فقد كان:
نيرمين.. ما هو البلَد الذي تشعري بوجود شبه بينه وبين روحِك الداخلية، وتتمنِّي التواجُد فيه لأنَّه قد يُحقِّق أحلامك وأنتي مرتاحة، أو بالأحرى ستسعين جدِّياً لتحقيق أحلامك فيه؟
نيرمين.. ما هو البلَد الذي تشعري بوجود شبه بينه وبين روحِك الداخلية، وتتمنِّي التواجُد فيه لأنَّه قد يُحقِّق أحلامك وأنتي مرتاحة، أو بالأحرى ستسعين جدِّياً لتحقيق أحلامك فيه؟
أجابَت نيرمين بوَعي
متوقَّع: "بالنسبة لموضوع السَّفَر، فأنا أتمنَّى السَّفر إلى كافَّة بلدان
العالم للتعرُّف على كافَّة الحضارات والثقافة وجني أكبر كَم مَعرِفي وثقافي، أما
فيما يخُص البلد الذي أتمنى العيش فيه، فأحلُم بمجاورة أفلاطون في مدينتِه
الفاضِلة، أحلُم بِبُقعة جُغرافيَّة تحتَرِم الإنسان وتُقدِّر عطاءه بلا ظُلم، ولا
تعنيف، ولا طبقيَّة مادِّية أو اجتماعيَّة، أحلُم بحياة خالية من الزِّيف والقشور،
أمَّا فيما يخص النجاح والنجومية، فهناك حِكمَة يتوسَّدها دِماغي، وتفتَرِشها روحي
تقول: "لا تُكافِح من أجل النَّجاح، بل اجتَهِد في سبيل القيمة"
فأنا لن أتوقَّف عن العمل الذي عَلي القيام به في هذه الحياة، وسأطوِّر مهاراتي باستمرار، كي أحيا حياة سعيدة مليئة وهادِفة، عساي أترُك خلفي بصمة حقيقية تحمِل رسالة وذكرى طيِّبة...
فأنا لن أتوقَّف عن العمل الذي عَلي القيام به في هذه الحياة، وسأطوِّر مهاراتي باستمرار، كي أحيا حياة سعيدة مليئة وهادِفة، عساي أترُك خلفي بصمة حقيقية تحمِل رسالة وذكرى طيِّبة...
نيرمين شوقي، شكراً
لك على كُل ما تُقدميه...نتمنَّى لكِ حياة مليئة بالمُغامرات الشيِّقة التي لا
تنتهي.
ونشكُرُكِ نحن أسرَة فَن على هذا الحوار الكاسِر للنَّمطيَّة الصحفيَّة..
ونشكُرُكِ نحن أسرَة فَن على هذا الحوار الكاسِر للنَّمطيَّة الصحفيَّة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق