مجلة فن - لؤي ديب
عندما تبدأ مراهقتك في "عيلة ست نجوم" ثم "عيلة سبع نجوم" ثم "عيلة ثمن نجوم" فتتحوَّل إلى "بطل من هذا الزمن"، لتجد نفسك بعدها تحت "قانون...ولكن" تحتاج إلى أن تُسلِّط الضوء، فتبدأ بـ"بقعة ضوء2" و "بقعة ضوء3" و"بقعة ضوء4" و "بقعة ضوء5" و "بقعة ضوء6" وعندما تيأس ستجِد نفسك أمام المرآة في "عالمكشوف" دون جدوى مِمَّا سَلَف، وبعد سلسلة العناء تِلك تحتاج لمواساة نفسك في "مبروك" و "مرزوق على جميع الجبهات"...العديد من القراء لن يعرفوا حتى اللحظة ما المقصود من المُقدِّمة السابقة لكن عندما سنقول أنَّك صحوت من مواساة نفسِك لِتَجِد مُحيطك "ضيعة ضايعة 1و2" فتسقط في الهاوية أكثر عندما يخرِق عينك مخرز الواقع فتجِد أن "الخربة" هي مأواك الأخير فتقول للمحيط "ضبوا الشناتي" هرباً مِن مأساتك باتجاه "الواق واق" هنا قد يعرِف عزيزنا القارئ أن المقصود من مقالِنا الدكتور: ممدوح حمادة، لكِن ما لم يعرِفه بعد قارئنا أن هذا الحِوار غير مسبوق وغير اعتيادي وهو حوار حصري معنا نحن مجلَّة فن التي سنحت لنا الفرصة أن نحاوِر قامة إعلامية وأدبية بحجم الدكتور ممدوح ابن الجولان السوري المُحتَل
فكان سؤالنا الأوَّل:
الموسم الذي يغيب فيه ممدوح حمادة تغيب فيه الكوميديا السورية الهادِفة، مالسبب برأيك؟
فكان الجواب المتواضع:
إذا أجبت على هذا السؤال أتذكَّر آليَّاً الأشخاص الذين يقولون عندما يريدون الحديث عن أنفسهم "عيب الواحِد يحكي عن حالو" بصراحة أنا رغم عدم متابعتي للشاشة وخاصة في المواسم الرمضانية بحكم انشغالي بالعمل إلا أنني أعترض على هذه الصيغة، أنا كتبت كثيراً قبل أن يلاحظ الناس وجودي، ولا بد أن الكثيرين في هذا الطريق ينضجون وسنراهم قريباً، لست وحدي على الساحة وأعتقد أن هناك غيري من يستحق المتابعة والاحترام..
وكان السؤال الثاني:
بعد تصريحات سامر رضوان والهجوم اللاذع الذي تلقاه، ما رأي الدكتور ممدوح بتلقي الجمهور لآرائه؟
سامر رضوان لم يطلق الرصاص على أحد هو أدلى بتصريحات وهي حق طبيعي له وإن كان لدى المعترضين على كلام سامر رضوان ما يدحض أقواله فليطرحها من باب النقاش، كفانا كمَّاً للأفواه، فأنا باختصار من المدافعين عن حق إبداء الرأي حتى لو كانت الأمَّة كلها ضد هذا الرأي...
وقد كان سؤالنا الثالث والذي كان من أسئلة الشارع المتشوِّق لأعمال حمادة..
اعتدنا على غيابك الموسمي، فهل من الممكن أن تطلعنا على فكرة عمل الموسم القادم؟
حاليَّاً أعمل على مسلسل من إنتاج لبناني وسأنتهي منه قريباً ومن المُبكِّر الحديث عن فكرته حالياً كونها لم تختمر بعد، أحاول الآن القيام بأعمال صغيرة لكنها مجدية مادياً لكي أقف على رجلي من الناحية المادية وهذه الأعمال هي عبارة عن أفلام توعوية أعمل عليها بطلب من مؤسسات طبية وتعليمية وغير ذلك، ولذلك قد يطول غيابي عن المواسم الرمضانية إلى أن أتنفس بارتياح وأصبح خارج السطوة المادية للمنتجين..
وسؤالنا الخامس كان:
ممدوح حمادة مُغتَرِب سوري لكن دائماً أعماله تحمِل تفاصيل توحي للمتابِع بأنه يقطن في لُب منازلنا...مالسِّر؟
في الحقيقة أنا لست بعيداً إلى هذه الدرجة، لقد عشت تفاصيل مشابهة لِما يحصل في سوريا حالياً وإن لم تكن بنفس القسوة، وبما أن التاريخ يكرر نفسه بين الفينة والأخرى في بللادنا فإنني أشعر أنِّي هناك، أضف إلى ذلك أني على تواصل دائم مع المعارف والأصدقاء هناك، إضافة لاطلاعي على الصحافة ووسائل التواصل وفي الختام التخيُّل والتصوُّر، واجتماع ذلك كله سيجعلك في قلب الحَدَث...
وعندما حاولنا استفزاز الأستاذ ممدوح، سألناه:
هل تجِد مكان لأعمال ممدوح حمادة بعد أن أثبت الواق واق انحدار الذائقة الشعبية؟
كانت النتيجة:
الواق واق، وإن لم يحظَ بجماهيرية كبيرة لدى المشاهدين ورغم أنَّه تعرَّض للكثير من الانتقادات إلاَّ أنَّ له كذلك جمهور واسِع أُعجِب به وإن كان لم يصِل إلى جماهيرية ما قبله من الأعمال، فإنَّني أُحمِّل نفسي المسؤوليَّة عن ذلِك لا الذَّائقة الشعبيَّة، أنا من يتحمَّل مسؤولية فتح الباب للجمهور، لكي يدخُل إلى رسائل العمَل، وإن لم يصل هذا الجمهور فهذا يعني بأنَّني لم أفتح الباب جيِّداً...
"أمَّا رأينا الذي يختَلِف عن رأي الدكتور ممدوح، وذلك لأنَّنا من وجهة نظرنا حمَّل نفسه المسؤوليَّة مِن باب المشاعِر الأبويَّة الواعيَة والَّتي تعتَرِف بانحراف ابنها قبل أن تُحمِّل المُجتَمَع ورفاق السوء وزر أفعال هذا الولَد، إلَّا أنَّنا كمتابعين أوَّلاً ومُختَصِّين بالمجال الفنِّي ثانياً، نُعَقِّب على ما قاله الدكتور ممدوح:
الواق واق عمَل نُخبَوي بالصورة التي كُتِب فيها قد يجِد المتابِع العادي صعوبة في الوصول إلى "بعض" الرسائل العميقة فيه، لكِن هنا يأتي الدور الإخراجي الذي يتوجَّب عليه اختيار الممثلين، وتحويل الكاريكاتيرات المرسومة على الوَرَق إلى شخصيَّات جسدية، ويدير أداءها ويوجِّهها للمساعدة على إيصال الرسالة بعيداً عن التهريج والضجيج، وهذا ما كان غائباً بشكل ملحوظ عن العمل الذي طغا عليه التَّحزُّب الملحوظ في أعمال الليث حجو، فهو يمتَلِك فريق عَمَل لا يُغيِّره أبداً، إضافة للكبير رشيد عساف الذي جسَّد شخصيَّة الماريشال عرفان بشكل هزلي بعيد عن إيصاله للرسالة المطلوبة من الشخصيَّة، وهنا كان يتوجَّب على الليث أن يؤدي مهمته بإدارة المُمثِّل، ومن الواضِح جدَّاً بأن هذا الإنتاج الضخم كان هدفه ربحي بشكل رئيس مما أفقده بساطة الخربة وضيعة ضايعة، لَن نُطيل بالتفاصيل أكثر، لأننا ربما في قادم الأيام سنفرد صفحات في النَّقد الدرامي "الإيجابي منه والسلبي للعديد من الأعمال"..
أما السؤال الأخير فقد كان سؤال استفهامي تعجُّبي لِما قاله باسم ياخور ضمن برنامج أكلناها:
فقد قال ياخور: " أن ممدوح حمادة كرر نفسه بعد مسلسل الخربة.. فسألنا الدكتور ممدوح إن كان يريد الرد على ما قاله ياخور؟فقال: بالنسبة للكلام الصادر عن هذا البرنامج فلا قيمة تذكر له، كونه لم يصدر عن ناقد ولم يتم تفنيده بأمثلة، الأعمال المذكورة لا يربطها ببعضها شيء إلَّا المُمَثِّلَين المذكورَين بطلي حلقة الأكل، وأنا أعرِف ذلك وهم يعرفون ذلك، وإن كان هناك تكرار في بعض التفاصيل فهما من يتحمل المسؤولية عنها كَون التِّكرار ليس في مجال النَّص وإنما في مجال الأداء، باسم كان عليه أن يُضحِّي بأحد ما لكي لا يتناول طعاماً يبدو أنه مُقرِف فوجَد أن اسمي هو الأنسَب من هنا فالرد على هذه البرامج وما يرِد فيها هو انحدار لا أحِبُّه فليقولو ما يحلو لهم، أنا دخَلت بمشروع وسوف أتابِعه بدونهم وإن فشلت هنا أو هناك فهذا لا يعيبني لأنني أتعلَّم من تجربتي..لذلك أفضِّل أن أتركهم يأكلون ولا أريد الخوض في الطين..
نهايةً شكراً ممدوح حمادة، على ما قدَّمته وستقدِّمه، شكراً على رحابة صدرِك وعقلانيتك وهدوءك...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق