مجلة فن "نجم بعيد" ل : توفيق بيطار :
دعوة الله في قلبه كانت أقوى من كل شيء آخر ، فبعدَ أن عُرفَ على مدى عشرينَ عاماً كـ"ماردِ الغناء العربي" صاحب الصوت الحالم المحاط بحياة الترف ،النجومية وآلاف المعجبين ، قرر التخلي عن كل ذلك ليصبحَ إنساناً ثرياً بروحه .. الأب طوني الخولي المعروف سابقاً بالفنان "ربيع الخولي".
*بداية ذهبية
عُرفَ "ربيع الخولي" وبدأ اسمه يتداول بكثرة بين الناس بعد اشتراكه في برنامج "استديو الفن" سنة 1980 وحصوله على الميدالية الذهبية عن فئة "وديع الصافي" حيث نجح في لفت أنظار لجنة أعضاء التحكيم وكبار الفنانين في حينها مثل : وديع الصافي ، زكي ناصيف وروميو لحود.
*معارضة أهله تغيير اسمه
عارض أهل الخولي فكرة تغيير اسمه من "طوني" إلى "ربيع" _استجابة لطلب المخرج سيمون أسمر_ وذلك بسبب أنهما نذراه لمار أنطونيوس خاصة أنه وُلِدَ بعد عشرة سنوات من دعاءٍ إلى الله ، فرغبا أن يرافقه اسم شفيعه طوال حياته.
"مارد الغناء" ونوستالجيا فنية
سطعَ نجم الخولي بشكل لافت بعد تخرجه من البرنامج المحلي اللبناني ووصلت شهرته إلى كامل الدول العربية بسرعة كبيرة لاسيما في بلاد الشام والمغرب العربي ولاحقاً في منطقة الخليج ، وبدأ يُطلب لإحياء الحفلات بكثرة في دول الاغتراب بأمريكا ،كندا وأوروبا.
عند الحديث عن أبرز أغنيات "مارد الغناء" كما لقبه الصحافي اللبناني "جورج ابراهيم الخوري" ، فإن أول ما يتبادر إلى الأذهان هي أغنيته الأشهر "حبيبة قلبي" المعروفة باسم "ياريت بترضي" سنة 1987 والتي أصبحت شعاراً له ومطلب الجمهور الأول في كل حفلاته ، كما حققت عدة أغنيات له نجاحاً كبيراً ورسمت له خطاً غنائياً مميزاً وهوية خاصة ضمن ستة ألبومات متكاملة ، مثل : نوينا عالجازة ، يا أهل الهوى ، معك حق ، إن كان الله بيريد ، بدي أتصور أنا وياكي ، القالب غالب و أمان أمان.
اشتهر الخولي خلال مسيرته الفنية بإعادة تقديم أغنيات قديمة وطرحها ضمن ألبوماته، حققت نجاحاً كبيراً بصوته وساهمت في إضافة نجاح جديد عليها مثل : "على رمش عيونها" للفنان وديع الصافي ، "الدنيا ريشة فهوا" للموسيقار محمد عبد الوهاب و"ليلة" لعبد الرب إدريس.
خطوات "ربيع الخولي" الفنية الناجحة ، مكنته من احتلال الصدارة مع أبرز فناني جيله مثل (راغب علامة) ومن جاء بعدهما (نجوى كرم ، عاصي الحلاني) كما تأثر به وبلونه الغنائي الكثير من الفنانين الذين برزوا بعد سنة 1995 الأمر الذي يظهر بوضوح عند مقارنة أرشيفه بأغنياتهم التي أطلقوها بعده بسنوات عديدة.
*اعتزال الفن ومغرياته والاتجاه إلى عالم الكهنوت
بعد سلسلة نجاحات واستمرارية فنية دامت عشرين عاماً ، قرر "ربيع الخولي" عام 2000 ترك مجده الفني وتنازل عن أمواله وعقاراته في لبنان وكندا لوالدته وأخواته الثلاث وتبرع بمقتنياته الشخصية الأخرى للمحتاجين ، ودخل أحد الأديرة في لبنان ليصبح راهباً ومن ثم كاهناً سنة 2009 وعاد إلى اسمه الأصلي حاملاً لقبه الديني "الأب طوني الخولي" بعد أن نال شهادة الإجازة في اللاهوت .
"""25 حزيران عام 2000 هو أجمل تاريخ وأهم قرار اتخذته في حياتي ، ليس صدفة أنني دخلت الدير ، صلوا أهلي عشرة سنوات حتى آتي إلى الدنيا ، فأنا منذورٌ له منذ أن كنت في رحم أمي"""
*الهجرة إلى كندا وتأسيس جمعية لمساعدة المحتاجين
هاجر الأب طوني الخولي إلى كندا وحصل في أواخر العام الماضي على ترخيص من السلطات الكندية لتأسيس جمعية "روح الرب" التي تهدف إلى نشر المحبة ومساعدة المحتاجين دون تمييز عرقي أو جنسي ، بالإضافة إلى تقديم الرعاية الصحية والدعم لذوي المشاكل الاجتماعية والنفسية.
"""كنتُ نجماً معروفاً محاطاً بحياة الترف ، لكنني لم أكن سعيداً وأشعر بحزن داخلي عميق ، أما اليوم فالفرح يملأ قلبي"""
*خلع الخولي عنه في نقلة حياته إلى عالم الكهنوت ، ثياب الشهرة والنجومية بكل مغرياتها ، محتفظاً بنعمة الرب الحقيقية عليه "صوته" ليحمله معه مسبحاً الله ، آيات وتراتيل في كل قداسٍ وصلاة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق