جديدنا

مجلة فن | كلودا الشمالي .. نجمة حقيقية بأبعاد الفن الذهبية : صوت، شكل، حضور وأرشيف

   


مجلة فن - نجم بعيد 
فكرة واعداد : توفيق بيطار 

"دق القمر" بابها ، حملَها إلى سماءه .. أرادها رفيقة ليله الطويل ، فأصبحت نجمة السمر التي سحرت الملايين بصوتها القوي وملكتهم بحضورها المتمكن وأسرتهم بشعرها الأسود وجمالها العربي الأصيل ... إنها "ملكة المواويل" الفنانة اللبنانة كلودا الشمالي ..

نقطة البداية الفنية

الظهور الأول للفنانة كلودا الشمالي كان بعمر السابعة عشر في برنامج "نادي النوادي" سنة ١٩٨٧ والذي رآها فيه المخرج الشهير سيمون أسمر فاتصل بها وطلب منها المشاركة ببرنامج "استديو الفن" ، وهذا ما حدث سنة ١٩٨٨ حيث أطلت بكل ثقة وقدَّمت عدة أغاني للشحرورة صباح ونالت في نهاية الموسم الميدالية الذهبية عن فئة الأغنية الشعبية.

تمرد وإصرار

حُب كلودا الشمالي للفن خاصة بعد نجاحها الكبير إثر مشاركتها بالبرنامج الشهير ، دفعها إلى التمرد على رفض أهلها احترافها الفن ورغبتهم تزويجها من محامٍ لإبعادها كلياً عن الوسط الفني ، فثارت على واقعها وهربت مع السيد سمير أبو نصر _مدير مكتب سيمون أسمر في ذلك الوقت_ وتزوجته.

الأغنية الأولى

أول أغنية خاصة في أرشيف الفنانة كلودا الشمالي هي "ستي حوا" كلام ميشال حداد ولحن رفيق حبيقة ، وكانت من اللون الشعبي الذي تميزت وأحبها الناس من خلاله.

رحلة الألبومات وأغاني العمر

"يلا ياليل" هو أول ألبوم متكامل للفنانة كلودا الشمالي ، صدر عام ١٩٩٤ وتضمن ست أغان بين المواويل وأبو الزلف واللون البلدي اللبناني المحبب ، فرسخت من خلاله صوتها الجبلي وجمالها المميز في أذهان الجماهير.

مع إطلاق ثاني ألبوماتها "ما بدي لولو وياقوت" سنة ١٩٩٥ ، بدأت الشمالي تحقق شهرة واسعة ونجاحات كبيرة طالت كل البلاد العربية تجسدت بإطلالات تلفزيونية كبيرة وحفلات جماهيرية في لبنان ، سوريا ، الأردن ، الإمارات وقطر.

توالت نجاحات كلودا مع إطلاق ألبومات سنوية وأغاني متميزة رددها الكبار والصغار وأصبحت علامة فارقة في أرشيفها الفني ، أبرزها : بتنطرني على غلطة ، دق القمر ، حبيب الروح ، راحت عليك ، على هونك ، برافو عليك ، بتطلع فيك ، آخر أنذار ، أصدق مين وغيرها.

فيديو كليبات ضخمة وإنتاج قوي
معظم فيديو كليبات الشمالي التي أصدرتها بالتسعينات تميزت بضخامة الإنتاج المتمثل بتعدد مواقع التصوير والفرق الاستعراضية والأزياء التراثية والفلكلورية ، وخير مثال على ذلك كليب أغنية العمر "حبيب الروح" إخراج شارل صوايا والذي ظهرت فيه كلودا بعدة "لوكات" رافقها في كل منها فرق راقصة أدت استعراضات منوعة بين التراث والكلاسيك والشعبي ، بمشاهد جمالية وأفكار مازالت تنفذ حتى اليوم لكن بتقنيات أكثر تطوراً.

مد وجزر

بدأت إصدارات كلودا الشمالي في بداية عام ٢٠٠٠ بالتراجع واكتفت بإحياء بعض الحفلات دون أي جديد غنائي ، لتعود عام ٢٠٠٥ بأغنية "بيكفي تغيب" من اللون الكلاسيكي وسنة ٢٠٠٦ بألبوم "فرضاً حبيت" من إنتاج شركة روتانا ، إلا أن حرب تموز حالت عائقاً بينه وبين وصوله إلى الجماهير العربية ، فلم يحظَ بالانتشار والتسويق المطلوبين.

ابتعدت "ملكة المواويل"عن الوسط الفني والإصدارات الغنائية بشكل كامل بسبب "الجو الفني السائد وخيانة وتآمر بعض الأشخاص والشركات عليها" على حد قولها ، لتعود سنة ٢٠١١ بأغنية "بوسة قاتولية" التي لاقت انتقاداً كبيراً بسبب فيديو كليبها الذي ظهرت فيه الشمالي بصورة جريئة جداً بالنسبة لفنانة مثلها عودت الناس على خط ومظهر محددين.

أصدرت الشمالي بعد ذلك عدة أغاني منفردة مثل : (طولت المشوار ، الحكي المزبوط)،وصورت بعضها على طريقة الفيديو كليب بنفس نهجها ونمطها القديم ، وأعلنت أنها عائدة بقوة ، فلبت دعوة عدة لقاءات تلفزيونية وأطلقت أغنيتين لأول مرة باللهجتين العراقية والمصرية.
 


 
تقول كلودا الشمالي : "أنا حاضرة ومستعدة دائماً ولستُ غائبة ، فالغائب الحقيقي في عصرنا الحالي هو الفن القيّم والبرامج الضخمة التي يتم التركيز فيها على صوت الفنان ، سلاحه الأقوى من أي شي آخر ، وكل ما نتابعه اليوم هو برامج يحضر الفنان فيها ليعرض أزياءه ومكياجه وفساتينه".

طوّلت المشوار ..

لكل عصر أدواته ومتغيراته ، فمفاتيح الأمس لا تناسب أبواب اليوم ، وعدم تجديد هذه المفاتيح وعصرنتها ، لا شك أنه سيبقي كل الأبواب موصدة ... لذلك كل مايحتاج الفنانة كلودا الشمالي اليوم هو إدارة أعمال ذكية وخطة تسويقية حديثة تعاصر زمن الديجيتال ، بالإضافة إلى إنتاج قوي يتناسب مع صاحبة الصوت الجبلي الآسر والحضور الرصين الذي يملك المسرح ويجذب الأنظار إليه من أول نوته حتى آخر أغنية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مجلة فن | Faan Magazine | تصميم : عمر شهاب

صور المظاهر بواسطة Bim. يتم التشغيل بواسطة Blogger.