بقلم: عمرو سليمانو
أثبتت تلك الكاتبة ذات الثلاثة وعشرون خريفاً إبداعها الأدبي الكبير الذي جسدته على شكل منشورات على مواقع التواصل فيها من الجمال والصور الفنية الإبداعية ما يشي بموهبة كبيرة ستبصر نوراً قريباً بعد إصدار أول كتاب لها.
الكاتبة رهف تملك أكثر من ثمانين ألف متابع على صفحة "ليدوكائين" في موقع الفيسبوك وإليكم حواري معها:
*كنقطة بداية، من هي رهف اسطنبلي؟
أنا ابنة اللاذقية، أدرس التسويق في كلية الاقتصاد و أعمل محاسبة في إحدى الشركات، و عضو في الفريق الاعلامي في جمعية "JIC" ، أعشق الكتابة و القراءة منذ نعومة أظفاري.
*كيف اكتشفتِ موهبة الكتابة وفي أي سن؟ وكيف قمتِ بصقل هذه الموهبة؟
أمارس الكتابة منذ الابتدائية وكنت أعتبر نفسي لا أجيدها إطلاقاً،
عبرت عما في داخلي كطفلة بهذه الطريقة، كنت أكتب كل ما أشعر به على الورق، قبل دخولي الجامعة والعالم الافتراضي كرست نفسي تماماً للكتابة.
أسست منذ سنتين ونصف صفحة "ليدوكائين" بعد تشجيع كبير من بعض الأصدقاء والأهل والحمد لله الان فيها ما يزيد عن ثمانين ألف متابع.
الموسيقى والهدوء تساعدني على الكتابة، وأي حديث أسمعه يتحول في رأسي تلقائياً إلى نص أدبي.
أحب كتابة السيناريو أيضاً وكتبت عدة حلقات من مسلسل ألفته، ولكن تنقصني بعض الأساسيات، لذا سأحضر دورات تعليم كتابة السيناريو، وأنوي أن أدرس الإعلام بعد تخرجي من الاقتصاد.
الحياة تحولنا إلى أشخاص عمليين يقتلهم الروتين، أنا اكتب لأعيش..
الكاتب يكتب حتى يحافظ على كل شيء عميق بداخله قبل أن يتلاشى.
وغالباً ما تراه ينازع حتى يبقى في نفس الشاعرية قبل أن تحبسه الحياة.
*كتبتِ: اعتدت على المطالعة، أنا أقرأ الكثير من الكتب، في اعتقادي هذه الكتب تبنيني وأنا أبني نفسي بطريقة لا تشبه أحداً.
هل تعتقدين أن القراءة تولد تلقائياً إلى الكتابة، أم أنك تؤمنين بالموهبة فقط؟
القراءة بالتأكيد جزء لا يتجزأ من حياة أي كاتب، فأي كتاب تقرأه يعطيك مصطلحات جديدة ويجعلك تفكر من زاوية أخرى، لكن برأيي أنه ليس من الصعب أن تكون كاتب من غير أن تكون مولع بالقراءة، ولكن من الصعب جداً أن يتحول أي قارئ نهم إلى كاتب.
*من هم قدوتك في عالم الأدب؟ ومن تشعرين أنك أقرب إليه في كتاباتك؟
أعشق الكاتب "خالد حسيني" ولاسيما كتابه "عداء الطائرة الورقية".
بالإضافة إلى أنني أحب جميع النصوص التي سجلها "أحمد قلطيش".
*ومن الكاتبات؟
هنالك الكثير ممن يقولون أنني أشابه "فرجينيا وولف" في كتاباتي.
*ما رأيك في الوضع العام للأدب العربي من وجهة نظرك كقارئة وكاتبة؟
لا نستطيع أن ننكر قوة الأدب العربي عبر التاريخ، والبصمة التي تركها..
أحمد خالد توفيق.. نجيب محفوظ وغيرهم الكثير، ولكنني أعتقد أننا نلاحظ جميعنا كقراء أن هناك تراجع ملحوظ ولا يستهان به.
بالنسبة لي أنا من عشاق الأدب الروسي والألماني.
*في ظل التقدم التكنولوجي والنشر الإلكتروني، ما تأثير ذلك في عالم الكتابة؟ وهل يختصر على الكاتب الكثير من الجهد؟
بالطبع في عصر السرعة تستطيع أن توصل ما تريد بسرعة أكبر إلى أشخاص أكثر وبقدر كبير من السهولة، فالإنترنت حول العالم إلى قرية صغيرة يجتمع سكانها على صفحاته.
*"ذاكرة الجسد" و "عابر سرير" روايتان للكاتبة الكبيرة "أحلام مستغانمي" تحدثت فيهما على لسان رجل، هل توافقين هذا الأسلوب في الكتابة؟
أحب أسلوب أحلام كثيراً، فهي تملك تشابيه رهيبة وجمل خارقة ولكنني أعتقد أنها لم تستغل ذلك في قصص مناسبة وبشكلٍ عام لا أرى نفسي في هذا الأسلوب.
*هل تعتقدين كما يرى بعض المثقفين أن الثقافة والقراءة في عالمنا العربي في حالة تردي؟
تردي كبير، ويمكننا القول أنها شبه معدومة في كثير من الفئات، وللأسف ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في نسخ الناس لبعضها بعضاً و أنتجت كُتاباً غير جيدين إطلاقاً، و بالذات عندما أصبح من السهل على أي شخص أن يكتب أي شيء.
*كونك تدرسين الاقتصاد، وكون الاقتصاد الشيء الأكثر تأثيراً في حياتنا اليوم، هل لذلك تأثيراً في كتاباتك؟
حتماً، أحياناً أتحول إلى إنسانة عملية بسبب تعاملي مع الأرقام وضغط العمل، حالياً أحاول أن أستمر في الحفاظ على الجزء الصغير في داخلي الذي لا يزال يرى الأشياء بشاعرية.
*تقولين: أتفقد شرائط الزينة لأجعلها ضائعة مثلي، صور أصدقائي الذين هاجروا في الخزانة، لقد بقيت وحيدة بالكامل.. هل للوحدة تأثير في حياة الكاتب؟
ينبغي على الكاتب أن يظل وحيداً، وأن يبقى شعور الوحدة مرافقاً له حتى لو كان ينتمي إلى مجتمع كبير، فالوحدة هي السبيل الأمثل حتى يستطيع الكاتب أن يعبر عن مشاعره.
*كتبت: ستمر أوقات تشعرين بها حتى الهواء يخذلك، في كل مرة ستخرج منك امرأة أقوى.. هل لكتاباتك نزعة نسوية؟ وهل توافقين الأدب النسوي؟
أنا في النهاية امرأة ويحق لي أن أكتب عن معاناة النساء، وغالباً أملك طابع أنثوي في كتاباتي، لكنني لا أفضل النوع الذي يحارب الرجال، فالرجل ليس خصمي!
*أنت في صدد كتابة أول رواية لك.. حدثينا عنها أكثر..
كتبت الرواية مرتين وشعرت أنني أستطيع أن أكتبها بشكلِ أفضل، لذا أعدت كتابتها للمرة الثالثة وانتهيت من كتابة نصفها تماماً.. الرواية تتكلم عن شعور المرأة بكل تجلياتها في الحياة.
*يقول ارنست همنغواي: الكاتب ليس من يملك كتباً، بل من لديه قراء..
الان تملك رهف الالاف من متابعينها على الانترنت، هل مازلنا بحاجة أن نطبع كتباً؟
طالما لا تملك إنجاز مادي فإنك لا شيء.. الكتاب مهم حتى تترك بصمتك للفئة المهتمة.
*أخيراً كلمة توجهيها لقرائك.
اقرأ، فكر وعبر..
جميعنا نملك هؤلاء الأشخاص الذين كانوا بصورة أو بأخرى سبب لنجاحنا أو فشلنا، كثير من الأشخاص أحاطوني بكم كبير من الأمان والدعم، واخرون كانت محاولة إحباطهم لي إصرار في أن أجتهد أكثر وأعمل لنفسي.
عليك أن ترى الحياة من زاويتك أنت.. واحتفظ بتلك الزاوية لنفسك، من حيث الإحساس والحب، لا أحد يستطيع أن يرى الحياة مثل ما داخلك يراها..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق