مجلة فن - نجم بعيد
فكرة وإعداد : توفيق بيطار
قد يجهلُ أبناء الجيل الحالي اسمها ، هي التي قدمت للفن أرشيفاً غنائياً غنياً بألوانه وأنماطه الموسيقية ، على عكس جيل الثمانينات والتسعينات الذي حفظ في ذاكرته تقاسيم صوتها التي جمعت بين الإحساس ،العذوبة والقوة .. "ماري سليمان".
الانطلاقة الفنية
انطلقت الفنانة اللبنانية القديرة ماري سليمان من برنامج استديو الفن عام ١٩٨٠ ، وقدمت حتى نهاية التسعينات عدداً من الألبومات الغنائية ولاقت أغنياتها نجاحاً كبيراً جعل منها رقماً صعباً ومنافساً قوياً ، خاصة أنها لم تحصر نفسها بقالب موسيقي محدد وإنما أدت اللون الكلاسيكي ، الطرب الشعبي ، الجاز ، التراث والمواويل اللبنانية الجبلية.
أبرز الأعمال الغنائية
أشهر تعاونات ماري سليمان الفنية في لبنان كانت مع الموسيقار الراحل ملحم بركات في "لما الحب بتشعل نارو" ومع الفنان عازار حبيب "لا تسمع حكي" أما في مصر فقدم لها الملحن الكبير شاكر الموجي أغنيتها الشهيرة "فعنيك بدور" ، وعند الحديث عن أبرز أغاني الفنانة اللبنانية لا يمكن نسيان "نجوم الضهر" ، "ده مكاني" و "أول دقة".
ابتعاد .. عودة قوية .. وغياب جديد
ابتعدت الفنانة ماري سليمان في نهاية التسعينات وتفرغت لعائلتها بشكل كامل ، لتعود سنة ٢٠٠٦ بألبوم غنائي كامل إنتاج شركة روتانا حمل اسم "بكرا منشوف" كلمات ولحن الفنان الشامل مروان خوري ، حققت فيه سليمان عودة قوية وناجحة لاسيما في الأغنية التي حملت اسم الألبوم.
فضلت ماري بعد طرح الألبوم بأشهر الابتعاد من جديد مبينة أن السبب هذه المرة يعود إلى "اقتناعها بالفن الذي تريد تقديمه وليس الذي يُفرض عليها من شركات الإنتاج ووسائل الإعلام".
"صرت أحلى" ..ولقاء العمالقة
"صرت أحلى" هي آخر أغنية أصدرتها الفنانة ماري سليمان، كلمات صاحب أغنية ( هذه ليلتي) الشاعر اللبناني الكبير "جورج جرداق" وموسيقا شيخ الملحنين "فيلمون وهبي" الذي قدم لها اللحن قبل وفاته سنة ١٩٨٥
لم تحقق الأغنية رغم أصالتها الانتشار الذي تستحقه ، كون فنانة الزمن الأصيل غير عالمة بمعادلة الإذاعات ووسائل الإعلام الحالية "ادفع أكثر ، تُبَث أغنيتك أكثر" .. أما صوت الفنان وعراقة أسماء صناع عمله الغنائي فأصبحت معايير ثانوية في عصر تغزوه أغاني "الاستنساخ" وأصوات "النص كم"!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق