مجلة فن . كتب توفيق بيطار :
شاءت الظروف أن أشاهد فيلم Roma (الفائز بالأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي ) منذ شهر ، حينها كنت متأكداً من عدم فوزه بالجائزة الأعلى سينمائياً و أنها ستكون من نصيب الفيلم المنافس "كفرناحوم" الذي شاهدته مؤخراً.
لست ضليعاً في مجال السينما ونقد الأفلام ، لكنني كمتابع لديه شغف بالفن السابع ، وجدت أن روما جيد جداً إخراجياً لكن موضوعه الرئيسي لم يصل بالشكل المناسب، وباقي الأفكار الأخرى التي طرحها فهي مجزوءة ومعالجتها سحطية وثانوية ، بينما "كفرناحوم" غاص بالعمق بكل تفصيل وقضية وشعور.
ربما لجنة الأوسكار عندما قيمت الفيلم وجدته "خيال علمي"!! ؛ لا ألومهم فمن المؤكد أنهم لن يصدقوا الواقع الذي يعرضه الفيلم و الموجود في كل بلد عربي بأزماته الاجتماعية والاقتصادية المليئة بالظلم والقهر والمآسي والآلام.
لن يقتنعوا بأن هنالك أطفالاً مقتولون نفسياً وفكرياً وعاطفياً إلى هذا الحد ، وأن أصوات صرخاتهم ليس لها صدى عند الحكام والسياسيين ولا حتى بأنحاء العالم.
لن يستوعبوا كيف أن البشر في مجتمعاتنا يباعون متل أكياس البطاطا ، و أن اللاجئين أياً كانت جنسياتهم هم عبارة عن "أشياء" يتاجر بها ، وكيف أن الحيتان يستغلون ضعفهم وتشردهم ورمق أملهم الأخير.
"كفرناحوم" استطاع أن يحقق الهدف الرئيسي من العمل السينمائي ، فجسد واقعاً حقيقياً يعيشه ملايين الأطفال والمراهقين والنساء من مختلف الأعراق والأديان بكل أمانة مليئة "بالوجع".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق