مجلة فن - كتب أحمد ابراهيم الخضر:
عنوانٌ يحاكي عنوان "صحافة التسّلية" الذي استخدمه الشاعر والأديب والروائي الألماني " هيرمان هيسه " في الفترة ما بين الحربين العالمتين الأولى والثانية. ماتناوله هيسه في تسميته تلك؛ كان تسليطًا للضوء على انحطاط صحافة ذاك العصر وتلك الحقبة الزمنية. حيث كانت الصحافة تتناول أشياءً كثيرة غير ذات قيمة؛ لا من الناحية الأدبية ولا من الناحية العلمية، بل كان كلُ همها آنذاك هو بيع المزيد من الصحف الذي يؤدي بدوره إلى زيادة المدخول المادي للجريدة! أمّا في أيامنا هذه، ومع أفول نجمة الصحافة الورقية تقريبا، والإتجاهِ كلِّ الإتجاه إلى الإعلامِ المرئي والمواقع الإلكترونية الإخبارية، نجد أن إعلام التسّلية هو المسيطر وصاحب النصيب الأكبر من المشاهدات.
فنجد بعض القنوات التلفزيونية لا هدف لها ولا غاية؛ إلّا جمع المال بطبيعة الحال! فأصبح إنشاءِ قناةٍ تلفزيونيةٍ أشبهُ بهوايةٍ أو حتى نزوةٍ لكل من يسمح حسابهِ المصرفي بذلك! كثُرت القنوات وانتشرت المواقع الإلكترونية كإنتشار النار في الهشيم، وكل ذلك كما ذكرت سابقا بدون جدوى أو مردودٍ يُنتظر.
فإذا أردت لقناة أن تصبح معروفة بسرعه، ما عليك سوى تتبع الفضائح والزلّات لكبار شخصيات الفن والرياضة والإعلام! حتى وإن خلت تلك الأخبار من الصحة؛ أو أنها لم تكن تستند إلى مصدرٍ موثوق، فهذا آخر ما يهم مثل هذه القنوات. وفي بعض الأحيان، جرأة الخبر وتجرأه على الشخص المقصود، هو الخطوة الأولى في طريق انتشاره السريع والواسع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق