جديدنا

مجلة فن | كتب سامر رفاعة ضمن ثقافيات مجلة فن "بطاطا حلوة"



كتب سامر رفاعة ضمن ثقافيات مجلة فن :

لرائحةِ المطرِ في بلادي..
عشّاقٌ ومعجبين..
لرائحة المطر في بلادي..
فقراءٌ ومساكين
فقراءُ وطني لا ينتظرونَ المطر كي تزهر الورود، فهم لم يكن لأنوفِهم الحظّ بأن تتلذّذ بطعم شراب (شانييل 5)، لذلك لم يتظاهروا تضامُناً مع أهالي حقول الزّهور الذّين خافوا من أن تدوس السِّكّة الحديديّة رزقهُم الملوّن، بل إن فقراءَ وطني لطالما تمنُّوا أن يكون لديهم سكّةً حديديّةً..
في منطقتي ينتظر الأهالي هطولَ الأمطارِ بفارغ الصّبر، وينتظرونَ انحسارها بما تبقّى منه، لا ليحصدوا كروم العنب ولا حتّى لينتقوا أفضله للّنبيذ، حتّى أن النبيذَ محرّمٌ عند كبار قريتي أصلاً.. لكنّهم ما أن تلفظَ العاصفةُ أنفاسهَا الأخيرة ينطلقونَ مسرعين لقطف حبّات البطاطا الحُلوة، فعادةً ما يكون قطف الثّمرة أحلى من تذوّقها بكثير..
ومن لا يحبُّ كستناءنا المزيّفة يبحث بدوره عن فاكهةٍ كريمة من نوعٍ آخر.. تلك التّي سأله عنها طفله عندما أخذها مثالاً في الصف الأول للكلمات التي تبدا بحرف الميم.. أجل إنها (الخَرمَى)..
لا تلوموا كبارَ وطني إن كذَبوا على أطفالهم فلا ذنبَ لهم إن كانوا لا يملكون ثمناً لفاكهةٍ ما.. فالذّنب ليسَ ذنبهم إن كانت المناهج توضع في بيوتٍ طاولاتها عامرات دوماً بالمنغا والكمّثرى..
ولا تلوموا الشّتاء إن تلوّثت ثيابكم بذرّة وحلٍ وتلونت شرفاتكم بأوراق ملطّخة بالطّين.. عندها فقط ستكونون ممّن يشاركُ بالجريمة، ويُصنّف الشّتاء حكراً على الأرستقراطيّين...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مجلة فن | Faan Magazine | تصميم : عمر شهاب

صور المظاهر بواسطة Bim. يتم التشغيل بواسطة Blogger.