علي عمار :
كان يجلس خلف مقعد السائق تماما في الباص سارحا في خياله مع أفكاره وخططه المستقبلية التي لايلبث أن يعبث معها في دماغه من وقت لأخر فهو شاب كثير الخيال كثير الأحلام كثير الأمل ، بالرغم من واقعه الذي يعيشه وحال الحرب في بلاده التي سرقت أحلام كل من في عمره إلا أحمد الذي يأبى دوما التخلي عن أمنياته الكبيرة ولو كانت صعبة المنال ، ومع هذا الشيء الذي في رأسه لاشيء مستحيل والحلم يستمر ويستمر ويكبر ويتحقق بالفعل ولكن في خياله. على جانب الطريق كانت هناك شابة جميلة وقفت تلوح بيدها .. فتاة في مقتبل العشرين قصيرة القامة قليلا ترتدي فستانا بلون الربيع ، وتنتعل في قدميها كعب عالي خمري اللون وشعرها البني الحريري يتطاير على وجنتيها.. صعدت الباص وجلست بجانب قلب أحمد فبرأيه ان جمالها كان يتحرش بقلبه يدغده كما تدغدغ النحلة زهرة الحقل . رغم اقباله على الحياة بكل طاقته وجمال روحه فقد كان كثير الخجل مع حواء بطيء المبادرة. يقول في نفسه سأتحدث الأن في الحين سأبدأ ، الويل لخجلي هذا !! إنها فتاة العمر هيا اغتنم الفرصة وتحدث لها لا أظنها تعارض فهي تبتسم لي . أمسكت حقيبة يدها وأخرجت قلم الروج لتصلح به شفاهها ، ثم أشارت للسائق لكي ينزلها على قارعة الطريق . ازدادت دقات قلبه أصبح يخفق بسرعة لقد أضعتها من يدي . وإذ به يصيح أحمر الشفاه لقد نسيتيه يا أنستي . لم تلتفت إليه ذهبت.! أوقف الحافلة وأسرع بالنزول صاح لها ولم تبالي. ركض إليها وأصبح أمام عينيها وسألها لماذا تتجاهليني هكذا ؟! كانت تبتسم وأشارت له بلغتها الخاصة بأنها صماء. وهنا كانت الصدمة..!!!! أشاح بنظره عنها وأكمل طريقه وألقى قلم حمرتها في السماء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق