مجلة فن - سامر رفاعةارتبط تعبير المانشيت بالصحافة منذ انطلاقتها , إذ كان يعتبر العنوان الجذاب والمثير أهم ركائز استقطاب القارئ بمختلف توجهاته , فالمانشيت الدسم بمثابة قطعة حلوة تبدو شهية ولذيذة وغالبا ما تكون غايتها أن تسيل لعاب متصفح الجريدة أو المجلة لمتابعة قراءة الخبر , ولكن لطالما كان السؤال ( هل دائما تكون الوجبة دسمة بقدر ما تكون رائحتها شهية ؟؟ !! ) .. _ للأسف يعمد معظم الإعلاميون الجدد هذه الأيام للاستعانة بطريقة الإثارة القديمة هذه , ويتسابق معظم إعلاميينا بالتفنن في تزيين وجباتهم بمختلف أنواع البهارات والمنكهات ذات الرائحة الطيبة الشهية لكن للأسف , فإن انشغال إعلاميينا بتزيين وجبتهم لطالما كان يشغلهم عن باقي مكوناتها بل وحتى عن الاهتمام بطريقة تحضيرها , لذلك غالبا ما تجد معظم طبخاتنا الإعلامية " محروقة " إذا صح التعبير , بسبب استعجال طباخينا ورغبتهم بالوصول للشهرة بأسرع الوسائل ودونما ان يتذوقوا طبخاتهم حتى .. _ ومن الجدير بالذكر أن معظم أخطاء إعلاميينا .. وخصوصا الجدد منهم هي أخطاء بسيطة لا يقع بها طلاب المدارس الإعدادية , كالأخطاء الإملائية , والاستعراضات اللغوية المبالغة , إضافة للانحياز المباشر لأحد أطراف القضية التي يناقشها المقال مثلا , علما أن هذه الأخطاء يكاد يكون قد تجاوزها ضمناً أكثر من معظمنا في ثاني أو ثالث (موضوع تعبير) كنا قد تعلمناه , وهنا طبعا لا نلوم الجميع , بل نلوم فقط ذوي الاختصاص أو من وضع نفسه في هذه " المقلاية " كما يقول التعبير العامي . _ لكن لعل ما يشفع للبعض _ وهم قلائل _ أمران اثنان : قربهم في اختيار المواضيع التي تفيد مجتمعنا حقا من جهة , لأن الطعام المفيد يغني عن الطعم اللذيذ بحسب حكمة الأجداد .. ومن جهة أخرى الموهبة في صياغة الفكرة وطريقة طرحها , فالموهبة تغفر خطايا أصحابها وتغسل ذنوبهم .. ومن هنا تأتي النصيحة التي قدمنا لها كثيرا في هذا النص الذي سنترك تسميته لمن تمكن من إكمال قراءته دونما ملل بعد أن جذبه " المانشيت " , ونصيحتنا والتي هي بمثابة طلب ورجاء وبكل اختصار : لا تكتب إن لم تمتلك الموهبة .. لأن ( الطبخ .. بدو نفس .. )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق