ملتقى غِنى الثقافي يدخل عامه الثالث ويعِد بالأفضل

مجلة فن - جلال نادر
تحت شعار "غنى الإنسانية ثقافتها" احتفل  مُلتقى غنى الثقافي بمرور عامين على انطلاقه، وذلك يوم الخميس 3 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري في المركز الثقافي بأشرفية صحنايا.

ملتقى غنى الخامس والعشرين يأتي ليكمل مسيرة عامين من التعب والجهد من قبل القائمين عليه، حيث استضاف كلاً من الملحن خالد رزق والشاعر عدنان الأزروني للحديث عن الألبوم الغنائي الإنساني «متل المنام» والذي تم إطلاقه مؤخراً، إضافةً إلى مشاركة عدة مواهب شابة في الملتقى.

ألبوم «متل المنام» هو ألبوم إنساني يسلط الضوء على أكثر من قضية تُحكى في الشارع بشكل يومي، يضم خمس أغانٍ للملحن خالد رزق، وبأصوات أربعة مغنين سوريين شباب، هم أريج الزيات وبلال الجندي وتانيا صقال ومحمد قباني، بمشاركة الشاعر عدنان الأزروني ومن إنتاج مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سورية.

الملحن والمؤلف الموسيقي خالد رزق

خالد رزق، خرّيج المعهد العالي للموسيقا اختصاص عود وتأليف موسيقي وهو ملحن وموزع أغنيات الألبوم، حدّثنا قائلاً: "الألبوم يتناول الوضع الإنساني في سوريا بعيداً عن السياسة، ويسعى برغم الإمكانيات البسيطة لإيصال رسالة لوقف الحرب، حيث يصوّر أحلام السوريين بانتهاء الأزمة وعودة الحياة إلى سابق عهدها"، كما عبّر عن سعادته بالأصداء التي يحققها العمل معتبراً أن إطلاق ألبوم يحمل اسمه كمؤلف موسيقي هو تجربة مهمة في مسيرته.

رزق صرّح لمجلة فن أنه يعمل على «ميني ألبوم» يضم أربع أغانٍ تتحدث عن تفاصيل محددة من الحياة اليومية التي نعيشها، وسيكون شبابي يتم فيه الدمج بين عدة أنماط موسيقية غربية وشرقية، كما يتعاون أيضاً مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد في فيلم «طريق النحل».

الشاعر عدنان الأزروني

بدوره الشاعر عدنان الأزروني، صاحب كلمات معظم أغاني ألبوم «متل المنام» وله ديوان مطبوع بعنوان «تصويبات» وهو أيضاً كاتب ومخرج مسرحي وسينارست تلفزيوني، بيّن في حديث خاص لمجلة فن أن أغنيات الألبوم تُروى بلسان الطفل السوري الذي كبر قبل أوانه في ظل الأزمة وتُصوّر كيفية تفكيره تحت الظروف التي يعيشها بشكل حيادي وإنساني، ففي أغنية «مين اللي قال» يتمنى الطفل أن يكون هذا الواقع الذي يعيشه لعبة وليس حرب حقيقية، وفي أغنية «الأحلام» يحاول أن يرى أحلامه ويمسكها لكنها تهرب منه، أما أغنية «المنام» يتخيل الحب في دمشق فنراه وحيداً، ويذهب للتفاؤل أكثر بأغنية «غيمة وخيمة»، وأخيراً أغنية «شو بخاف إني ضيعك» تعبّر عن الخوف من خسارة الوطن.

حنين الحاج علي

استضاف الملتقى أيضاً عدة مشاركات شابّة، منها حنين الحاج علي، الموهبة الغنائية، قدمت فقرة غنائية طربية غنت خلالها أغنية «مالي» للراحلة وردة الجزائرية بمرافقة عازف العود الأستاذ سلامة التعتوع، وبينت لنا أنها رغم مشاركاتها المتعددة في عدة مناسبات فهي دائماً تشعر ببعض الخوف في بداية صعودها على المسرح ولكن هي ثوانٍ معدودة حتى تكسر حاجز الخوف بمجرد أن تبدأ بالغناء.

كمال أبو خير

في حين قدّم كمال أبو خير، الشاعر المرهف الإحساس، فقرة شعرية تضمنت قصيدتين غزليتين هما «العقد» و «إمرأة لم تكتمل في لوحتي»، وفي حديثه لمجلتنا أوضح أن مشاركته في الملتقى تعد بمثابة خروج إلى نطاق أوسع وتشكل خطوة جديدة في مسيرته.

زين العابدين الصوطري

أما زين العابدين الصوطري، صاحب الموهبة المتميزة، فقد قدم فقرة فريدة من نوعها هي Human Beat Box، وفي حديثنا معه قال إنه متفائل بأن تلاقي الفقرة إعجاب الحضور موضحاً أن كثيرين لا يتابعون هذا النوع من الفنون ولكن عند مشاهدته يقدم عروضه فهم يتفاعلون معه بشكل رائع.

الصحفي جلال نادر برفقة منسق المواهب والعلاقات العامة سامر رفاعة

سامر رفاعة، منسق المواهب والعلاقات العامة، وفي حديثه لمجلة فن قال: "إن إقبال الجمهور على الملتقى في ازدياد دائم والسبب في ذلك أنه يجمع الترفيه الهادف مع نشر الوعي وبث الرسائل الثقافية والإنسانية، إضافةً إلى أن الملتقى يستضيف مبادرات إنسانية ويسلّط الضوء على مجموعات تطوعيّة محاولاً تأمين الدعم لها"، كما كشف أن أبرز الصعوبات التي تواجههم هي قلة الدعم المادي حيث أن الملتقى قائم على جهود مجموعة من الشبان المتطوعين، منوّهاً لدور مديرة المركز الثقافي بأشرفية صحنايا السيدة لمى سلامة صاحبة الفكرة بإدخال الشباب بعمل مؤسسات الدولة ما أعطى روحاً شبابية للملتقى وشكل عامل جذب بعيداً عن الروتين.

فيليب خوري، المسؤول الإعلامي للملتقى، بيّن أن التغطية الإعلامية تتم بشكل رئيسي عبر مواقع التواصل وتتباين نسب المتابعة بحسب المواهب المشاركة في الملتقى، كما كشف عن رؤية جديدة سيتم تطبيقها في الملتقيات القادمة وتسليط الضوء على أنواع من المواهب لم تُعرض سابقاً.

يُذكر أن ملتقى غنى هو ملتقى دوري يُعقد في الخميس الأول من كل شهر في المركز الثقافي بأشرفية صحنايا، تنسيق المواهب والعلاقات العامة: سامر رفاعة، المسؤول الإعلامي: فيليب خوري، التنسيق اللوجستي: علا سلامة، الإشراف العام: مديرة المركز الثقافي السيدة لمى سلامة.

* الصور بعدسة المصور علي شعبان.