مجلة فن - جلال نادر :
قدمت جوقة الفرح عرضاً مسرحياً غنائياً بعنوان «هنا.. هنا.. هنا..!»، عن نص للأب الياس زحلاوي إعداد موسيقي وإشراف المايسترو رجاء الأمير شلبي و إخراج عروة العربي، على مسرح دار الأوبرا بدمشق.
وقد شارك بالعرض نخبة من الفنانين السوريين الشباب منهم ديمة قندلفت وكفاح الخوص وحلا رجب وروبين عيسى ويزن خليل، إضافةً إلى مشاركة لفرقة «آرام للمسرح الراقص» التي قدمت عرضاً راقصاً على أنغام جوقة الفرح وسط تفاعل الحضور.
استمر العرض لمدة ثلاثة أيام وتضمن العديد من اللوحات الفنية والفقرات الراقصة والتمثيلية، حيث غنّت الجوقة فيروزيات وأغانٍ فلكلورية إضافةً إلى مقاطع من المسرحية وتراتيل دينية وعروضاً شاملة لتاريخ سورية وحضاراتها.
وقال الأب زحلاوي إنه فخور اليوم بسوريا وأطفالها وشبيبتها، لأن هؤلاء الأطفال والشبان يكفيهم أن يُمنَحوا شيء من الثقة لكي يفاجئوا مَن يمنحهم الثقة بأضعاف مضاعفة من المواهب التي تدهش الناس، أما عن نص المسرحية فقد بين أنه ليس نصاً عادياً، شاءه على الطريقة الإغريقيّة نداءً في وجه المتجبّرين، حيث كتبه عام 1993 وعزا الفضل في إعادة إحيائه إلى مدربة الجوقة المايسترو رجاء الأمير شلبي.
واعتبر أن الرسالة الكبرى من العرض هي التذكير بأهمية سورية في التاريخ التي كانت أم الأبجدية والفكر والحرف، متوجّهاً بالشكر لكل من وقف مع جوقة الفرح "لأننا في النتيجة نقف مع أنفسنا ومع التاريخ إذ نقف مع سورية"، داعياً الجميع لأن يكونوا على يقين مطلق بأن سورية ستعين العالم كله على أن يستعيد كينونته.
بدورها، أكّدت ابنة جوقة الفرح الفنانة ديمة قندلفت أن أكثر ما يميّز العمل أنه من تأليف الأب زحلاوي الذي تصفه بالثروة الحقيقية، واللافت أنّ النص كُتب عام 1993 فكأن هناك رؤية مستقبلية للعمل لما يُحاك لسورية من مؤامرات، مُبينةً أنّ صعوبة النص تتجلّى بعمقه الفكري والحضاري والإنساني، وصعوبة توليفه بعمل مسرحيّ.
كما أكدت أن العمل يحمل رسالة موجّهة من أبناء سورية إلى كلّ أبناء سورية، وإلى العالمين العربي والغربي، ولا بدّ من استمرار الفعاليات الثقافية واستمرار المسرح والغناء لأن سورية مستمرّة رغم كلّ العدوان على الأصعدة كافة، ومهما اغتالوا الإنسان، واغتالوا الحجر والشجر، لن يستطيعوا اغتيال الفكر والفنّ والحضارة، لأن هذه القيم مغروسة في قلب كلّ إنسان سوريّ.
أما المايسترو رجاء الأمير شلبي، فاعتبرت أن نص المسرحية للأب زحلاوي قبل أكثر من عقدين بمنزلة «النبوءة» ويتحدث عما يحصل في سورية خلال سنوات الأزمة، وأملت أن يكون هذا العرض خطوة في طريق تقدم جوقة الفرح إلى الأمام وليس استعراضاً لألم ومعاناة سورية.
مبينة أن العمل يعدّ نقلة نوعية حيث خرج الكورال من إطاره المعروف ودخل في إطار المسرح الغنائي، وأنها راضية عن الجهد الذي بذله أعضاء جوقة الفرح وشكرتهم على تعبهم ومثابرتهم في حضور التدريبات وتمنت أن ينال العرض المسرحي رضا وإعجاب الجمهور.
كما قدّمت الجوقة عقب انتهاء العمل، وصلة من الأغاني رافقتها فرقة «آرام» مع أغنية «دقوا المهابيج»، ليكون الختام بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء سورية، ومع النشيد العربي السوري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق